وصف الكتاب:
ظهرت أول مطبعة عربية لغة وحرفاً، على خلاف ما هو شائع، سنة 1701 في دير والدة الإله بسناغوف (بوهارست، رومانيا) على يد بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس أثناسيوس الثالث دباس الدمشقي (1685-1724) الذي عاد إلى المشرق وأسس أول مطبعة عربية فيه سنة 1706 في مدينة حلب. ثم كان للسلطنة العثمانية مطبعة ثالثة باسطنبول سنة 1726، تبعتها بعد ذلك ثلاث ورش للطباعة لدى المسيحيين في الشوير بجبل لبنان سنة 1734، وجاسي (مولدوفا) سنة 1745، وبيروت سنة 1751. وتعد ظاهرة تأسيس ست مطابع عربية خلال نصف قرن علامة بارزة في عملية التحول التي أقدم عليها المجتمع العثماني في القرن الثامن عشر، وسمة من سمات الانتقال إلى مرحلة جديدة هي مرحلة الإصلاح والنهضة التي سيلعب فيها الكتاب المطبوع دوراً بارزاً. قبل ذلك، تردد المسلمون في استعمال فن الطباعة رغم إطلاعهم المبكر عليه منذ ظهور أحرف الطباعة المنفصلة بأوروبا في القرن الخامس عشر، بل مع علمهم بـ"فن الكتابة الجديد" الذي اكتشفه الصينيون في القرن الحادي عشر، ولم يختلف الأمر كذلك بالنسبة للمسيحيين في بلاد الشام. يسعى المؤلفان انطوان قيصر دباس ونخلة رشو في هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على صفحة مطوية من تاريخ النهضة والثقافة في بلاد المشرق، وإلى رفع الغطاء عن الدور الرائد الذي لعبه البطريرك أثناسيوس الثالث في تاريخ الطباعة العربية. ويضم الكتاب شجرة آل دباس إلى يومنا هذا.