وصف الكتاب:
" نصف تفاحة " كل مرَّة كان يأتي إليها، ترتدي أحلى ثيابها وتتزين، تفوح منها رائحة تسرقه احساسه.. ليست كأي عطر فرنسي لأنها امتزجت مع رائحة بدنها ففاحت منها تلك الرائحة التي يعشق أن يتنفسها.. كل مرَّة ترتب البيت، وتشعل البخور، وتضع الزهرات في المزهرية، وتعد له قهوته كما يفضلها.. كانت تطلب منه كل مرَّة أن ينتظرها حتى تنتهي من إعداد القهوة.. انتظر كثيرًا هذه المرَّة.. حين شعرَ بغيابها أكثر لم يتردد في القيام من مكانه والاتجاه مباشرة إلى المطبخ، أزاح الستارة التي تفصل بينه وبينها، ورآها وهي تقف في المقابل تقبض على صينية القهوة، أزعجها كثيرًا تحرُّكه إليها دون رغبتها، انتقاله من غرفة الجلوس ليتحرك إلى مكانها في المطبخ أثار ضيقها وتحرّجها، وزمت شفتيها وهي تهزّ رأسها لتعطيه إشارة بالعودة إلى حيث كان.. لم يفهم تلك الإشارة، وردّة فعلها أثارت الفضول لديه أكثر.. كل المكان شبه مظلم من حوله وهي فقط تضيء الأنوار في الطريق الذي أرادته أن يمر فيه.. لحظتها فقط انتبه.. انتبه إلى كل الظلام الذي يحيط به، وأنها هي من تضيء النور متى أرادت..