وصف الكتاب:
كانت فرحتي كبيرة لبلوغ الرسالة التي خططت لها، وأفردتها بأسلوب قصصي وشاعري شائق، بسماع كل من صادفته والتقيته وجالسته بأنه لم يترك الجزء الأول إلا بعدما أتى عليه كاملاً في سهرة عامرة بالهدوء واليقظة، فأشبع نهمه وشوقه إلى معرفة المزيد من تحركات التجسس والعمالة الجذابة والفاتنة، كامرأة ماكرة الجمال، وإن شاقه أن يبلغ العملاء هذه المرتبة الطليعية من الضعف والخساسة، فالقراءة دافع داخلي في الدرجة الأولى ثم لذة وانشراح، وإلا كانت بلاء والتواء واكتواء ومضيعة للوقت. هذا الكتاب ليس محاكمة لأحد، بل هو توثيق دقيق وحسي لأحداث قضائية وأمنية، عاشت في صميم الحياة اللبنانية، وطبعت آثارها في تاريخ لبنان. طالما أن "مطابع" القضاء لن تكف عن إصدار الأحكام بشكل شبه يومي، بغض النظر عن الاختلاف الجوهري والتفاوت الجلي، بداية الجر المقترف، وعدم مقاربتها للواقع المعاش وحقيقة الأمور بحيث تكون قصاصاً وإصلاحاً في آن معاً، لكل من تسول له نفسه التعاون والتعامل مع العدو الإسرائيلي.