وصف الكتاب:
يتناول هذا العدد وهو الرابع من سلسلة "المرأة المقاومة" قصة زوجة الشهيد حسين هاشم ووالدة الطفلين الشهيدين علي وسليم هاشم من بلدة مشغرة البقاعية اللبنانية المجاهد. وفيما ترقب زوجها على مقربة منه تتمنى لو أنها تتمسك به ولا تدعه يفارقها إلى مكان في الأرض، وهي بذلك كأنها تراه للمرة الأولى فعيناها التي اعتادت على رؤيته مجاهداً، مثابراً، عازماً، لم تره يوماً بهذا الجمال وهذا الهدوء، عيناها التي اعتادت أن تبكي كل من يسقط في هذه الأرض تبكي حسيناً مع أنه لم يسقط بعد. هذه المشاعر الحزينة المفعمة بالحيرة والتساؤل والخوف كادت تفقدها وعيها عندما أخذ حسين يوقظ الأطفال، أحدهم تلو الآخر يقبل أياديهم ويشم أعناقهم يحتضنهم بشدة ثم يداعبهم ويطلب منهم أن يتكلموا، يريد أن يسمع أصواتهم كأنه لا يريد نسيانها وهو إذا ما سمعها وأصغى للحنين الملتهب فيها شعر بتمزق فؤاده وصراخ مقلتيه.. وتلوع روحه وأنين جروحه.