وصف الكتاب:
تهدف هذه الدراسة إلى تتبع جملة من الملامح الإسلامية في بعض الروايات العربية. أما لم هي ملامح، فذلك لأن كلمة ملمح قد تعبر أكثر من سواها عن القصد، وخصوصاً أن الرواية العربية لم تعتمد الدين الإسلامي وقضاياها بعمق إلا فيما نذر. بقيت الجذور الإسلامية في النفس وفي الحافظة وفي اللاوعي، تصدر عنها من وقت إلى آخر. عاشت هذه الجذور في هاجس المبدع العربي تمده بالقيم وتؤطره في نظمها العامة، فغذت بذلك جزءاً من شخصيته، وإن شعر بإعتزازه الوطني كان عليه أن يستحضر دائماً الأنموذج الجهادي، وإن تحدث عن المرأة ففي الإطار العام المرسوم للمبادئ والقيم الإسلامية المتأصلة التي تشكل سياجاً مميزاً عاش في دمه وفي تجربته، وإن تحدث عن الثقافة كان على التراث أن يمثل بصورة مختلفة، وإن أراد الحضارة كان عليه أن يظهر عن نفسه أثراً من آثارها لتعيش في ضميره ووجدانه وتبقى في مثاقفته حواراً دائماً لا يمتنع عن الظهور عند الأخذ بالأسباب الحضارية الجديدة