وصف الكتاب:
ويجب الإشارة هنا إلى أن المشتركين -مهما كانت مناصبهم في بلدانهم جماعاتهم الدينية، بل إنهم دخلوا في النقاش وتبادل الأفكار على أساس قناعاتهم الشخصية ووجهات نظرهم المختلفة -مما لفت انتباه الحاضرين خلال المؤتمرين كليهما. إن عنوان المؤتمر "عالم واحد للجميع" تم التوجه فيه إلى ثلاثة قطاعات لها أهمية خاصة عندما يطرح السؤال عن "أسس تعددية اجتماعية وثقافية في نظر المسيحية والإسلام". فبالرغم من وجود طبقات كثيرة في أبعاد مواضيع المؤتمر، علينا أن نتساءل هل يرى المسيحيون والمسلمون، انطلاقاً من دعوى كل من ديانتيهم امتلاك الحقيقة، أن تعددية اجتماعية وسياسية ممكنة إطلاقاً، بما في ذلك التعامل القائم على الاعتراف للآخر بالحقوق عينها وعلى ممارسة التعاون في العمل، سعياً وراء خير الجميع. هل يمكنهم ذلك لا كصيغة مساومة مع ضميرهم في أفضل الأحوال، بل على أساس قناعاتهم الدينية. هذا كان موضوع اليوم الأول. أما في اليوم الثاني، فتم الاشتغال بقضية البنى القانونية والضمانات السياسية للتعددية على الصعيد الوطني والدولي، مع العلم أن هذه النواحي من الموضوع، كمثلها من نواحي المواضيع الأخرى، لا يمكن فصلها الواحدة عن الأخرى، بل هي متشابكة بعضها مع بعض، كما أكّ>ه المحاضرون والمشتركون في دورات المناقشة على حدّ سواء. وأخيراً تركز الاهتمام في اليوم الثالث على "الهوية الثقافية ومسألة ثقافة عالمية"، وهو موضوع متشابك مع المواضيع الأخرى، لا سيما أن الدين في حقل التراث يعد كروح الثقافة وأن النقاش يدور اليوم حول أهمية الثقافة أو الثقافات في السياسة.