وصف الكتاب:
يتحدث مؤلفو هذه المخطوطة عن الحروب التي خاضها إبراهيم باشا المصري في سوريا والأنضال متوقفين عند كافة تواريخ الحوادث التي جرت في بيت الدين، ودير القمر وعكا، وحمص، شارحين تفاصيل ما حدث وحيثياته... مفصحين عن مدى توثق عرى المودة والتعاضد بين المصريين و السورين واللبنانيين وما قام به هؤلاء لإنجاح حملة إبراهيم باشا على سوريا وتثبت قدمه فيها. ما يكشف التحالف السري الذي عقد في سنة 1824 بين محمد علي باشا والأمير بشير حاكم لبنان الشهير آنذاك على أثر زيارة هذا الأخير لمصر. ويروي هذا الكتاب قصة سر دار الحبشي العثماني في حلب الذي انتهز فرصة اشتغال إبراهيم باشا في حصار عكا فأرسل في 20 مارس 1832 حملة مؤلفة من ستة آلاف جندي، لاستراجاع هذه المدينة فاستنجد إبراهيم باشا باللبنانيين فأسرعوا تحت قيادة أميريهم خليل عبد الله وأدركوا الجيش العثماني بقرب بهر البارد فقاتلوه وكسروه شر كسرة. كما يذكر الكتاب الفتن التي قام الجيش اللبناني بإخمادها وبشير إلى الثورة العامة التي اشتعلت سنة 1834 في اتحاد فلسطين وسوريا. وكادت تؤول إلى خروج هذه البلاد من يد المصريين. ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن هذه المخطوطة التاريخية التي بين أيدينا تعد من أهم المخطوطات القديمة وذلك لما تحويه من أمور تاريخية، وكذلك لأنها من أقدم الأصول العربية المخصصة بتاريخ لبنان في عهد إبراهيم باشا المصري، ولو استثنيا بعض الأوراق الرسمية التي لا تزال محفوظة حتى الآن في مكتبة جامعة بيروت الأميركية لصح لنا أن نقول أن هذه المخطوطة تعد من أقدم هذه الأصول وأهمها على الإطلاق.