وصف الكتاب:
قدَّم الرافعي في مؤلفه الذي نقلب صفحاته، عملاً مميزاً، من الأعمال الرائدة في تاريخ الأدب العربي. والكتاب عبارة عن ثلاثة أجزاء، لكل جزء نكهة مميزة، وطابعه الخاص، لما فيه من مادة علمية تعتمد على الحسّ المرهف، وشاعرية الكلمة، وصدق اللهجة، وغزارة المادة العلمية، وتنظيمها في قالب أكاديمي منظم. فالجزء الأول يحتوي على أهم عناصر رحلة تكوين اللغة العربية عبر الزمان، منذ أقدم عصورها حتى عصور التدوين في أواخر القرن الثاني الهجري، ذاكراً نبذة عن اللغات السامية وقربها من اللغة العربية، مركزاً على نقاط الاتفاق فيما بينها برداء جذاب جميل يعتمد على المقارنة. والجزء الثاني: يظهر فيه الرافعي روعة بلاغة القرآن الكريم، ومفهوم البلاغة عند كبار البلاغيين متحدثاً عن "دلائل الإعجاز" وغيره من الكتب للجرجاني، ورائده في ذلك لغة شاعر يحسّ جمال العبارة ورونقها وحلاوة جرسها في الأذن والفم، معتمداً في ذلك على نماذج من الآيات والسور، محللاً ما فيها من تلك العناصر الجمالية. ومن ثم ينتقل إلى بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، مظهراً ما فيه من روعة تلك البلاغة وجمال الأداء فيها وعمق دلالتها. والجزء الثالث: يتحدث فيه الرافعي عن تاريخ الشعر العربي ومذاهبه والفنون المستحدثة منه وما يلتحق به. والقارئ سوف يلاحظ الفرق بين الجزءين الأولين والثالث، من حيث التنظيم ودقة المعلومات وارتباطها فيما بينها. ولا يعدم هذا الجزء غزارة المعلومات والمادة الشعرية فيها. ورائد الرافعي في ذلك المقارنة والتحليل الواعي الذي لا ينقصه إحساس الفنان الناقد الحصيف والشاعر الملهم