وصف الكتاب:
هذا الكتاب.. محاولة تأصيلية لإعلام الفكرة، تدلل على أن "البعد الفكري" يمنح الرؤية والمرجعية وإمكانية الإبصار والقدرة على المداخلة والتغيير.. فهي تبحث في أدوات الإبصار؛ وتتمحور حول مفهوم "البعد الفكري" استقراءً واستنتاجاً، وأداة للنظر والفهم والتحليل وكيفية التعامل مع الظواهر الإنسانية، وملامح صلته بالإعلام و"الاتصال السياسي"؛ وتأكيد علاقة الفكر بالفعل، التي تشكو قطيعة في واقعنا الثقافي، وأن التأثير التفاعلي بين الاتصال والسياسة، لا يتحقق إلا إذا توفرت شروطه.. تتخذ من أزمة الخليج الأولى أنموذجاً، تتلمس من خلاله آثار "البعد الفكري" في الإعلام، في كيفية تعامله مع الأزمة، حيث تشكل الأزمات دائماً التجلي الواضح، البعيد عن التكيف "للبعد الفكري"؛ وتعرض لنماذج تطبيقية من "فنون التحكم الإدراكي" بعناصر العملية الاتصالية، وأنماط من "التحكم" الاستبدادي، والخضوعي، والرغائبي، كانت تسيطر على "إعلام الأزمة" العربي، انتهت به إلى أزمة الإعلام. والدراسة في قسمين: قسم فكري نظري يبحث في العلاقة بين المفهوم و"الاتصال السياسي"، وأثره في تحقيق الاستبصار وكيفية التعامل؛ ودوره في التوليد التواصلي، متخذاً من نظرية "صدام الحضارات" أنموذجاً.. وقسم تطبيقي عملي، يبحث عن واقع المفهوم في "الإعلام العربي"، من خلال دراسة مسحية تحليلية لمضمون "الصحافة العربية" وتوصيف اتجاهاتها إزاء "الإشكالية في جنوبي السودان"، لتنتهي إلى أن الاضطراب في "البعد الفكري" يؤدي إلى اضطراب في الرؤى وضياع للوجهة؛ الأمر الذي يعاني منه الإعلام العربي، في معظمه، بينما يتميز الإعلام الغربي بحضور واضح لهذه الأدوات. وتبقى مجاهدة لإثارة الاهتمام حول مفهوم "البعد الفكري" واستدعائه إلى ساحة الفعل الإعلامي، والتفاكر بصوت مسموع حول إمكانية العمل على تطويره، والارتقاء به، وكيفية اعتماده منهجاً للبحث والدراسة، وأداةً للنظر والفهم والتحليل والتفسير وحسن التعامل.