وصف الكتاب:
إن تاريخ الجزائر ما يزال أرضاً بكراً وفي حاجة ماسة إلى دراسة تاريخية أكاديمية، تكشف الجوانب الخفية والبعيدة والمظلمة منه. ومن بين الجوانب التي ما زالت على هذه الصورة جانب التاريخ الثقافي والحضاري للجزائر، ويقصد بالتاريخ الثقافي والحضاري ذلك الرصد والتتبع والدراسة التي تتناول هذا التاريخ وتكشفه، سواء على مستوى المجتمع، أو على مستوى مؤسساته التي تمثله، أو على مستوى دور الحركات الجهادية الثقافية، في المحافظة على ذاتية الأمة، وتميزها الحضاري على مرّ العصور. ولقد كان من أئمة التجديد الثقافي والفكري في تاريخ الجزائر الإمام ابن باديس، هذه الشخصية الفذة في خصائصها، والمتفردة في دورها الحضاري والثقافي المتميز. كثيرة هي الدراسات التي تناولت هذه الشخصية من منطلقات متباينة، وتخصصات علمية، غير أن هذه الدراسات على أهميتها أغفلت جوانب مهمة من جوانب هذه الشخصية، مثل: ابن باديس السياسي، وابن باديس المشروع الثقافي والحضاري، وابن باديس المجاهد ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر الحديثة، وغير ذلك. وانطلاقاً من هذه الأبعاد جاء هذا الكتاب ليبرز الثقافة المصيرية التي قام بها ابن باديس، والمهمة الرسالية الجسيمة التي سعى لإنجازها في مرحلة خطيرة وحاسمة من مراحل تاريخ الجهاد الثقافي للمجتمع الجزائري؛ ضد المشروع الحضاري والثقافي الذي جاء به الاحتلال الفرنسي.