وصف الكتاب:
مناسبتها قال أبو العتاهية :كان هارون الرشيد مما يعجبه غناء الملاحين في الزلالات إذا ركبها وكان يتأذى بفساد كلامهم ولحنهم فقال قولوا لمن معنا من الشعراء يعملوا لهؤلاء شعرا يغنون فيه فقيل له ليس أقدر على هذا من أبي العتاهية وهو في الحبس قال فوجه إليه الرشيد قل شعرا حتى أسمعه منهم ولم يأمر بإطلاقي فغاظني ذلك فقلت والله لأقولن شعرا يحزنه ولا يسر به فعملت شعرا ودفعته إلى من حفظه من الملاحين فلما ركب الحراقة سمعه وهو : خانك الطرف الطمــــوح ***أيها القلب الجــــــموح لدواعي الخير والشـــــر *** دنو ونــــــــــــــــزوح هل لمطلوب بذنــــــــب *** توبة منه نصــــــــــوح كيف إصــــلاح قلــوب *** إنما هن قـــــــــــــروح أحســــــن الله بنــا أن *** الخطايا لا تفــــــــوح فإذا المســـــتور منـــــا *** بين ثوبيه فضــــــــــوح كم رأينا من عزيـــــــز *** طويت عنه الكشـــــــوح صاح منه برحيــــــــل *** صائح الدهر الصـــــدوح موت بعض النــاس في *** الأرض على البعض فتوح سيصير المرء يومــــــــا *** جسداً ما فيــــــــه روح بين عيني كل حــــــي *** علم الموت يـــــــــــلوح كلنا في غفلة والـــــــــ ***موت يغدو ويــــــــــروح لبني الدنيا من الدنـــــ *** يا غبوق وصـــــــــــبوح رحن في الوشي وأصبحـ ***ـن عليهن المســــــــــوح كل نطاح من الدهـــــــ ***ـر له يوم نطـــــــــــوح نح على نفسك يامســــ ***ـكين إن كنت تــــــنوح لست بالباقي وإن عمـــ ***ـرت ما عمـــــــــر نوح فلما سمع الرشيد جعل يبكي وينتحب وكان الرشيد من أغزر لناس دموعا في وقت الموعظة وأشدهم عسفا في وقت الغضب والغلظة فلما رأى الفضل بن الربيع كثرة بكائه أومأ إلى الملاحين أن يسكتوا