وصف الكتاب:
يعدّ جيل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذروة الخط البياني في تاريخ الإنسانية، فهم الذين اختارهم الله ليكونوا أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم في رحلة حمل رسالة الهداية، التي انطلقت من أرض أم القرى، لتحمل الخير والهدى إلى كل أرجاء الدنيا. فلم يرتق جيل سبقهم إلى هذه المكانة، ولن يرتقي جيل جاء بعدهم إليها. هذا الجيل الذي عايش نزول الآيات من السماء آية آية، فعاش الكلمات وعاش الآخرون، عاش النبضات، ثم عاش التشريد والهجرة من أجل المعتقد. إنهم الجيل الفريد، الذي لا يقدر مكانته إلا كل مؤمن صادق الإيمان، هذا الجيل أتيح له ما لم يتح لغيره... فتجاوبهم وخبراتهم وفهمهم للأمور يعدّ مرجعاً في فهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذا تعد أقوالهم مرجعاً مهماً لكل مسلم، فهي تنقله إلى ذلك الزمن الأفضل، فتتيح له أن يستنشق ذلك العبق الطيب، ويتنسم ذلك الأريج الفواح... هذه المعاني وغيرها كثير، هي التي دفعت إلى القيام بجمع ما تيسر له من أقوال الصحابة ومواعظهم، رضي الله عنهم، بادئ كتابه بذكر العشرة المبشرين بالجنة، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون حسب ترتيبهم، أما بقية الصحابة فذكرهم بعد ذلك بحسب قدم إسلامهم، أما ما افتتح به الكتاب فكان نماذج من مواعظ الرسول صلى الله عليه وسلم، في حين جمع في الحاشية ترجمة مختصرة لكل صحابي ذكر له موعظة.