وصف الكتاب:
هذه لمحات وآفاق على طريق الشهود، هي أشبه ما تكون بخواطر فكرية وفقهية معاً، أوحت بها نظرات متفرقة في الواقع الإسلامي بشكل عام، وواقع العمل الإسلامي بشكل خاص. ولقد عرض فيها المؤلف "عمر عبيد حسنة" لمعايير الشهود، ومقوماته، وأهلية الشهود على (الآخر)، ومرتكزات هذا الشهود من معرفة الوحي، واللغة العربية، أداة تعبير الشهود، والتعليم الذي يعتبر سبيل النهوض والشهود، وأهمية الأمن الغذائي والاجتماعي... كما عرض لوسائل تحقيق الشهود، خاصة في مجال الإعلام، وذلك في محاولة "لاستكناه أسباب الخلل لغياب الأمة عن الشهادة على الذات والشهود الحضاري العالمي، الذي يرد في بعض جوانبه إلى العبث في التعامل مع الأحكام الفقهية، والارتباط أو التلبس بين قيم الدين الخالدة والمعصومة وصور التدين وكيفيات التعامل معها، الذي يجري عليها الخطأ والصواب والمغالاة والتحريف والتأويل. ونعتقد أن الموضوع من الأهمية بمكان بعد هذا الغياب الحضاري المذهل، وأن نجاحه يحتاج إلى كثير من الدراسة والبحث والملاحظة والاستنتاج والتعرف على السنن والأسباب التي تحكمه. ولا يرقى الذي قدمه المؤلف في هذا الكتاب إلى أكثر من استدعاء للموضوع، والمساهمة بفتح نافذة في جدار التقليد والجمود والاستنفاع الحضاري، وفتح المجال لتجديد الفهم لقيم الدين، من خلال فقه الحالات التي عليها الناس والاستطاعات التي هي مناط التكليف وفقه القيم من الكتاب والسنة وحسن التعامل معها من خلال الواقع، وفقه الواقع وتقويمه من خلال قيم ومعايير الكتاب والسنة، والإدراك الواعي أن لكل حالة فقهها وحكمها، ولكل استطاعة تكليفها.