وصف الكتاب:
عَبْدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيْر بن عَبْد المُطَّلِب بن هاشم بن عَبْد مناف القُرَشي: أَخرجه أَبو عمر. كان أبوه الزبير أَخا عبد اللّه أَبِي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَخا أَبِي طالب لأَبيهما وأَمِّهِما، فعبد الله ابن عمّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم. قال ابْنُ سَعْدٍ: أمُّه عاتكة بنت أبي وَهْب بن عمرو. حَكَى المَُبرِّدُ في "الْكَامِلِ" أنّ عبد الله بن الزُّبير أتى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم فكساه حُلّة، وأقعده إلى جَنْبه، وقال: "إِنَّه ابْنُ أُمِّي"؛ وكان أبوه بي بَرًّا"(*)، ويقال: إِنَّ الزُّبَيْر بن عبد المطلب كان يرقص النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو صغير ويقول: محمد بن عبدم، عشت بعيش أنعم، في عِزّ فَرْع أَسْنَم. لا عَقِبَ له. قال حسين بن علي، والواقدي، وابن عائذ، وأبو حذيفة: كان ممَّن ثبت يوم حُنين العباس، وعلي، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وغيرهم. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ في الطبقة الخامسة من الصحابة. كان عبد الله بن الزبير يوم قبض النبي صَلَّى الله عليه وسلم له نحو من ثلاثين سنة ولا نعلمه غزا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم شيئًا، وكان النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يقول له: "ابنُ عَمِّي وَحُبِّي"، ومنهم من يروي أنه كان يقول له: "ابْن أُمِّي"(*). قال الوَاقِديّ: لا نعلم له حديثًا. قال أبو عمر: لا أحفظ له رواية عن النّبي صَلَّى الله عليه وسلم، روت عنه أختاه ضُبَاعَة، وأمُّ الحكم ابنتا الزّبير. كان يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة، وكان أول قتيل قُتل من الروم برز بِطْرِيقٌ مُعْلَمٌ يدعو إلى البراز، فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، فاختلفا ضربات، ثم قَتَله عبد الله بن الزبير ولم يعرض لسلَبِه، ثم برزَ آخر يدعو إلى البراز، فبرز إليه عبد الله بن الزبير، فتشاولا بالرمحين ساعة، وصارا إلى السيفين، فحمل عليه عبد الله بن الزبير فضربه ــ وهو دارع ــ على عاتقه وهو يقول: خذها وأنا ابن عبد المطلب، فأثبته وقطع سيفُه الدرعَ وأسرع في منكبه، ثم ولّى الرومي منهزمًا عند العصر، فَوَلَّوْا في كل وجهٍ، وعزم عَمرو بن العاص على عبد الله أن لا يبارز، فقال عبد الله: إني والله ما أجدني أصبر، وعسكر المسلمون موضعًا، فاجتمعوا في المعسكر ونصبوا راياتهم، وبعثوا في الطلب وأن لا يُمْعِنوا قدر ما يرجع إلى العسكر قبل الليل، وتفقد الناس حَوَامَّهم وقراباتِهم، فقال الفضل بن العباس: عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب؟! فقال عمرو: انطلق في مائة من أصحابك فاطلبه، فقال قائل: عهدي به في الميسرة وهو منفرد، فانطلق الفضل في أصحابه في الميسرة نحوًا من ميل أو أكثر، فيجده مقتولًا في عشرة من الروم حَجْرَةً، مقتولًا وقد قتلهم، ويجد السيف في يده قد غري قائمه، فما خَلّصوه إلا بعد عناء، وإن في وجهه لثلاثين ضربة بالسيف، ثم حفروا له وقبروه ولم يصلّ عليه، ثم رجعوا إلى عَمْرٍو فأخبروه فترحم عليه.