وصف الكتاب:
تجري حركة التغريب وفق مخطط منظم لتدمير القيم الأساسية للفكر الإسلامي بمحاولات متعددة تستهدف أضواء الفكر الإسلامي، وحمل المسلمين على قبول ذهنية غريبة عنهم، والتفريط في ذاتيتهم وذهنيتهم بعد انتقاصها الشديد بمحاولات تزييف التاريخ، وتشويه مبادئ الإسلام. ولقد كان من الضروري كشف هذه المخططات للشباب العربي ليكون على بينة من هذا الخطر الذي يحاول أن يحتويه، ويقضي على كيانه، ويصهره في بوتقة الفكر الغربي في أشد مراحل التحلل والضعف والتمزق لهذا الفكر. والمؤلف في هذه المحاولة، ومن خلال عشرات القضايا المثارة يكشف من خلال كتابه هذا وجهة الفكر الإسلامي في مختلف الشبهات التي يتعرض لها، والتي تطرحها حركة التغريب. ولقد أخذت صيحة "الأصالة" والبحث عن الذاتية وتأكيد الأنية تعلو في كل أطراف العالم الإسلامي وخاصة في البلاد العربية داعية إلى التحرر من هذا الخطر الشديد، بعد أن أصبح على الفكر الإسلامي أن يعيد النظر بالنقد والتصحيح لمختلف المصطلحات والأبحاث التي تطرح الآن في مجال النفس والأخلاق والاجتماع بوصفها علوماً إنسانية، وأن يكشف عن نظريته الأصيلة وموقفه من مختلف القضايا. إن فكرنا الإسلامي اليوم يقف موقف الحذر والمراجعة لكل ما يطرحه الفكر الغربي، ويقف موقف المعارضة حين يتصل الأمر بالفلسفات المادية والإباحية والوثنية. ولقد كان كفاح الإسلام قائماً طوال تاريخه في سبيل تحرير فكره وأهله من هيمنة الفكر البشري، منذ رفض الإسلام مبدأي التقليد والتبعية إيماناً منه بأن التقليد يحول دون الأصالة، وأن المعرفة التبعية ليست معرفة حقيقية. وفي هذه الصفحات يمضي المؤلف مع شبهات التغريب إلى أبعد مدى حتى يصل إلى جوهر الحقيقة، ويكشف للقارئ الزيف، ويرد الحق إلى نصابه.