وصف الكتاب:
يعد كتاب الأحكام السلطانية والولايات الدينية، باتفاق أغلب دارسي الماوردي وفكره، في مقام الذروة في فكر الماوردي السياسي، فقد احتوى على خلاصة أفكاره ورؤاه النظرية والتطبيقية وكان عنواناً للحبكة الناضجة وبمثابة آخر المطاف في مراحل تطور أفكاره. صاغ الماوردي أفكاره بطريقة عملية واقعية مما جعلها تقترب من أصول التقنين الدستوري وكان مقصده من وضع مؤلفه هذا هو تشخيص نظرية سياسية إسلامية، أو نظرية عامة للدولة الإسلامية، وجعلها مرجعاً وأساساً يخلص الدولة الإسلامية-والخلافة بوجه خاص-من أحوال التردي والهوان والانتهاك والهيمنة الخارجية مما كانت تعانيه بسبب التسلط البويهي من جهة والسلجوقي من جهة ثانية والصراعات والتجاذبات بين القوتين من جهة أخرى مما كان قد انتهى بالخلاقة إلى أن تصبح مجرد شكل أو واجهة أو معنى مجرد من أية سلطات حقيقية.