وصف الكتاب:
تناول المؤلف مادته العلمية في هذ الكتاب حول مدينة بعلبك وذلك في أسلوب أنيق وعبارة رشيقة، ولم تفته في بحثه هذا قطعة مهمة إلا وبحثها بحثاً دقيقاً أو أشار إليها إشارة رقيقة. ولقد وصف مدينة بعلبك وصفاً جغرافياً واجتماعياً شاملاً واستعرض الفتوح والمعارك التي توالت عليها عبر الزمن وأبرز دور الفتح الإسلامي لها في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أخذت بعلبك في التاريخ عما يقول المؤلف في مقدمة كتابه منحىً حضارياً جديداً مهرها بطابع هذا الفتح العظيم. فارتاحت إليه لأنها وجدت عنده هويتها. ولقد اهتم المؤلف أيضاً بتوثيق دراسته عن بعلبك وحضارتها توثيقاً كاملاً، فرجع إلى المصادر الأصلية المعتمدة، بالإضافة إلى معلومات جمعها وحصل عليها بطريق الرواية والنقل، فأثبتها في بحثه. وإن لم تكن موجودة في كتاب سابق، فأثرى بذلك بحثه ودراسته بكثير من الأخبار الهامة التي يسعى إليها الطالبون ويحرص عليها الباحثون، فحفظ بذلك ما سمعه عن بعلبك وتاريخها من الضياع أو النسيان.