وصف الكتاب:
يتناول المؤلف موضوع هذا الكتاب مقاربة مقاصدية لمصالح الإنسان وآليات تفعيلها وتقريبها من التداول العام، ونقلها من مجال المدارس النظرية إلى مجال الممارسة الفعلية بقدر الإمكان، لأن مقاصد الشريعة ليست فكراً نظرياً نخبوياً خاصاً بفئة معينة من الناس هم علماء المقاصد. وإنما هي مزيج من النظر والعمل، مهمتها الأولى ووظيفتها الأساس، بيان غايات الشريعة، ورسم قواعد الموازنة والترجيح بين المنافع والمضار، وتمكين عامة الناس -كل حسب استطاعته العلمية والعملية- من تحصيل ما يمكن من المصالح، ودفع ما يمكن من المفاسد، ومعالجة واجبات الوقت، ومواكبة مستجدات الحياة، وتقديم المناسب من الحلول الشرعية العملية لما تقتضيه الوقائع والأحداث اليومية، كل بحسب ما يوافقه في الحالات العادية. أو بحسب ما قد يطرأ عليه في الحالات الاستثنائية، التي تفرضها المصالح الضرورية الملحة، أو تمليها الحاجات الماسة، أو تستدعيها التحسينيات اللازمة لحياة الإنسان، في خاصة نفسه، أو عامة مجتمعه. وهو ما يقطع بأن القصد الأعظم من التشريع الإلهي تكريم الإنسان وخدمته بإطلاق، حتى يسعد في دنياه، وينعم في آخرته.