وصف الكتاب:
على أثر أحداث سد مأرب هاجرت القبائل العربية، وإنتشرت في أرض الجزيرة العربية، ومنها إستوطنت في ما جاورها من البقاع. ففي القرن الرابع الميلادي هاجرت قبائل الأزد من اليمن. وكان بنو أسلم ممن هاجروا وحطوا رحالهم في مكة وحول البيت المعظم ضمن إخوتهم في حين أن بقية الأزد واصلوا مسيرهم إلى المدينة والشام وعمان. وقد إنتشرت الفروع الأسلمية في أودية الحجاز بين مكة والمدينة متداخلين في الديار مع إخوتهم خزاعة ومتجاورين مع بعض القبائل الأخرى، كقريش وكنانة وهذيل ومزينة وسليم...، وكان تواجدهم من مر الظهران إلى عسفان وقديد، ومن الجحفة إلى الفرع مروراً بالسائرة، ومن الأبواء إلى العرج ومريين وحرة الوبرة وشدخ، في ديار متصلة أحياناً ومتقطعة في أحيان أخرى. وقد شهدت مساكنهم في قلب الحجاز أهم الاحداث التي واكبت ظهور الدين الإسلامي، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته يبتعد عن ديار حلفاء قريش، ليمر عبر ديار حلفاء جده عبد المطلب ومنهم بنو أسلم الذين كان لهم شرف المشاركة في تلك الأحداث العظيمة حيث أهدى أوس الأسلمي للركب الشريف قرب الجحفة جملاً ودليلاً يوصلهم للمدينة. وقد كان لهم السبق في الدخول المبكر في الإسلام حين تحالفهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ضد القبائل المناوئة للدعوة، وحازوا على حبه صلى الله عليه وسلم، ونالوا شرف دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بقوله: " أسلم سالمها الله "، ومن ثم مشاركتهم الفاعلة في السرايا والغزوات والبعوث النبوية، والفتوحات الإسلامية. وللإسهام في تحديد رسوم قبائل الجزيرة العربية وتصحيح ما وقع فيه بعض الكتاب من الخلط أو عدم الإلمام بقبائل المملكة العربية السعودية ومسمياتها. وللتعريف بقبيلة بني أسلم التي تعيش اليوم في وادي حجر ( السائرة ) كقبيلة أزدية الأصل وحربية الواقع، من ناحية أنسابها ومحالها في الأودية الحجازية التي عمرتها عبر العصور المتتالية، إضافة لمعاصرتها ودورها وإسهاماتها في الأحداث المهمة، إبتداء من هجرة القبائل العربية الأولى من اليمن، مروراً بظهور الدين الإسلامي ومن ثم وصول قبيلة حرب إلى أرض الحجاز، وما تلا ذلك من عصور حتى توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل. ولإبراز الدور المضيء للإمام عبد العزيز بن عبد الحمن الفيصل، وأبنائه البررة من بعده من خلال إهتمامهم بالإنسان السعودي والواضح في تنقية العقيدة أولاً، وإستتباب الأمن وتوفير السبل الآمنة للحجاج، وتنظم حياة القبيلة في الأماكن التي تقطنها وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية والعيش الكريم لأفرادها، والواضح في إصدار التشريعات والتنظيمات المبكرة الخاصة بذلك، ولإظهار ولاء بيعه قبيلة بني أسلم ومشائخها لملوك المملكة العربية السعودية من خلال المشاركة في سرايا الملك عبد العزيز، ودور مشائخها في تنفيذ الأوامر الآتية من المقام السامي، والذي يظهر من خلال الكم من المكاتبات بين الإمام عبد العزيز وأمراء المناطق والمسؤولين وبين مشائخ القبيلة والتي زادت عن ( 47 ) خطاباً وثائقياً من عام 1343 هـ حتى الوقت الحالي. ولأجل ذلك كله كان هذا البحث التاريخي، والذي دعمه المؤلف بالشواهد التاريخية والأدبية والوثائق والخرائط. وقد إحتوى الكتاب على بابين: الباب الاول: يشتملعدة فصول تمحورت حول تاريخ القبيلة من ناحية أنسابها وتحالفاتها عبر التاريخ وأعلامها وديارها ومناقبها ودورها في الدعوة الإسلامية وما تلاها من أحداث عبر العصور المختلفة. الباب الثاني: بيان بني أسلم في عصرنا الحالي في قرى وادي حجر بقلب سراة الحجاز في غرب المملكة العربية السعودية. وقد كانت فصوله حول ما ذكره المؤرخون والكتاب عن فروع بني أسلم وحصونهم وقلاعهم وإهتمامهم بالهجن. وقد تم دعوة ذلك ببعض الوثائق التي تبين أوضاعهم الإجتماعية وإضافة إلى بعض المكاتبات والرسائل الوثائقية مع ملوك المملكة العربية السعودية وأمراء المنطقة والمسؤولين التابعين لها. وقد تم جمع معلومات هذا الكتاب من بين ثنايا كتب السيرة، والتراث الإسلامي، والأطالس الجغرافية، والمراجع المحققة، وما ذكر بعض المؤرخين، إضافة إلى تحقيق عدد كبير من وثائق هذه القبيلة ومشجرات أنسابهم إضافة للمقابلات الشخصية.