وصف الكتاب:
لما كنت عالماً بان تلاوة قصص الآباء القديسين، وأخبار الشهداء والمعترفين، قد فعلت منذ القديم في نفوس الأنام أفعالاً عجيبة فاتنة، وصيَّرتهم يأتون ببواهر الأعمال لما سلكوا من المناهج الغربية الزائفة، وقد اجتذبت نفوساً كثيرة عن طرق الرذيلة والضلال ومالت بهم إلى السلوك في محجة الكمال، وهي من أعظم المهاميز التي تسوق المرَّ إلى منهج الحياة الروحية، والتمسك بالسيرة القشفة والطرق النسكية. على أن الإنسان بالإطلاع عليها يتأكد أن الذين يساوونه في ضعف الجبلَّة البشرية قد إستطاع بعضهم أن يحتمل أعذبةً مبرٍحةً وآلاماً ناكية على إختلافهم في الجنس والعمر والمراتب دينية أو عالية وآخرون عذبوا نفسهم وحرَّموا عليها كل لذة ولو محللة عند الله رغبةً في رضا الباري تعالى ونيل السعادة السرمدية فلا يبقى عند ذلك لتقاعده عن نهج طريقة الفضيلة إعتذار؛ ولا لعار تكاسلهِ في سلوكنا إستتار حركتني يد الغيرة الأبوية، والمحبة الكاملة المسيحية إلى أن أترجم من اللغة الفرنسوية إلى اللغة العربية كتاباً جليلاً يحتوي على أخبار الشهداء والقديسين على مدار السنة الذين أنفقوا على عبادة الله وجادوا بنفوسهم على إختلافهم في الأماكن والألسنة. لعلمي بأن هذا الكتاب قد تعب بجمعهِ ودقَّق في رواية أخبارهِ الأبوان الباران بطرس ريبادينيرا ويوحنا كروزي سليلا الرهبانية اليسوعية المتلالئة بسنا العلم والعمل في سماء بيعة الله الكاثوليكية وقد سمَّيتهُ مُروج الأخبار في تراجم الأبرار لأنه روضة تطيب بنفحاتها النفوس.