وصف الكتاب:
ينقسم "الحب" في التراث العربي - خلافاً لجميع الآداب العالمية - قسمين: "الحب العذري" و"الحب الحسي / الجنسي"، ويضعون تحت صفات "الحب العذري": (العفة)، والتعلّق بامرأة واحدة، ويصنفون شعراء الطرف الآخر، حسبما صرّحوا به من ممارسة للجنس، وذكروا من أوصاف جسدية للمرأة، وأكثر من ذكر أسماء النساء؛ ويعدّ التاريخ الأدبي "عمرو بن مضاض بن الحارث بن مضاض"، أي ما يزيد على 1500 سنة ق.م، أول ضحايا "الحب العذري"، مروراً بابن عجلان، ومسافر، والمرقَّش الأكبر...إلخ. غير أن النقاد منقسمون حول هذا، إذ يدفع بعضهم بــ"الشعر العذري" إلى الجاهلية، وبعضهم يقصره على العصر الأموي، حتى صنّف الزبيدي كتاباً جمع فيه عدداً غير أولئك الذين ذكروهم من شعراء "الحب العذري" في الجاهلية؛ لأن سياقات الشعر منطبقة على هؤلاء الذين أضافهم، وارتبك آخرون، فرأوا أن ذكر عدد من الأسماء لا يعني الخروج من "العذرية" إلى "الحسية"، فهي مجرد أسماء لمعشوقات فقط، واشتد الإرتباك عند من درس مقدمات القصيدة الجاهلية، فتصوّر بعضهم أن هذه الأسماء رموز للآلهة، أو للحرب، أو للشباب، وكانت هذه النتيجة - على غير وعي منهم - تلغي أي وجود لأي نوع من "الحب" للجنس الآخر. ولأهمية هذا الموضوع، قام الكاتب "فضل العماري" بدراسة في الشعر العربي القديم تناولها في صفحات هذا الكتاب وقسمها في مقدمة وخمسة أقسام وخاتمة جاءت في مجلدين، جاء القسم الأول بعنوان "الجو العام للظعن" حيث درس فيه الجانب المأساوي في الصور التي تقدمها الظعائن؛ وتحدث في القسم الثاني عن "طبيعة الظعائن" حيث عرف فيها الهودج ووصف حالة المحبوبة في الهودج، وتشبيه للظعائن والحيوان... أما القسم الثالث فخصه "الألفاظ" المستخدمة في وقت الرحيل وألفاظ إجتياز الطريق؛ وعالج في القسم الرابع "التفسير الأدبي للظعن والظعائن" وقدم فيه التفسير القديم للطعن والظعائن والتفسير الحديث، وفقاً لرأي القدماء ثم قدم التفسير الحديث خلافاً لرأي القدماء؛ وجاء القسم الخامس والأخير بعنوان "الحب" حيث فتح في هذه الدراسة باباً لإلغاء تلك الفوارق المصطنعة بين ما سمّوه: "الحب العذري" و"الحب الحسي"؛ أما الخاتمة فقدمت خلاصة لكل ما جاء في هذه الدراسة