وصف الكتاب:
تأتي أهمية كتاب "البرهان في إعجاز القرآن أو بديع القرآن" لابن أبي الأصبع المصري 585-654هـ، لتركيزه في بذور البحث البلاغي وتطور علم البلاغة على يد علماء كثيرون من مشارق العالم الإسلامي ومغاربه، حيث أضاء المحققان الدكتور أحمد مطلوب، والدكتورة خديجة الحديثي بجهد واضح على مناهج واتجاهات عبرت عن ثقافة المؤلف في تلك الفترة من الزمن ويمكن أن نتلمس ذلك في جهود: أولاً: من عني بإعجاز القرآن الكريم نذكر منهم "أبي عبد الله بن محمد الواسطي"، ثانياً: المفسرين مثل "محمد بن عبد الله بن قتيبة"، ثالثاً: الأصوليين والفقهاء كالإمام محمد بن إدريس الشافعي"، رابعاً: اللغويين كأبي عبيدة معمر بن المثنى، خامساً: النحاة كأبي بشر عمرة بن عثمان بن قنبر المعروف بسيبويه، سادساً: الشعراء كعبد الله بن المعتز، سابعاً: الكتاب كأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، ثامناً: النقاد كابن طباطب العلوي، تاسعاً: الفلاسفة والمتكلمين كفخر الدين الرازي، عاشراً: المخلصين والشراح كبدر الدين بن مالك، حادي عشر: أصحاب البديعيات كصفي الدين الحلي، وهذا يعني أن البلاغة العربية اتجهت منذ عهد مبكر اتجاهين: اتجاهاً أدبياً واتجاهاً عقلياً، حيث يقول جلال الدين السيوطي: ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع على طريقة العرب والبلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة". إن الأهمية الفائقة لهذا الكتاب الذي بين أيدينا "البرهان في إعجاز القرآن" لابن أبي الأصبع المصري أنه قد تم العثور على مخطوطة جديدة مصادفة عند تصفح مخطوطات مكتبة تشستربيتي ببرلن (إرلندة) وكان الظن أنها كتاب جديد لابن أبي الأصبع، وبعد قراءة مصورتها، اتضح أنها (بديع القرآن) ولا تختلف عنه إلا في بعض الأمور التي لا تشكل أهمية كبيرة، سوى تفرد المطبوع بمائة باب وتسعى أبواب وتفرد المخطوطة بمائة باب وثلاثة أبواب، وبما أن كتاب (بديع القرآن) مهم وأصبح الحصول على نسخ منه صعباً، من هنا جاءت فكرة تحقيق هذه المخطوطى ليكون الكتاب بين أيدي الدارسين والباحثين. وقد جاءت المخطوطة بمائة باب وستة أبواب منها: الاستعارة، الجناس، التذييل، المجاز، السجال، الفرائد، الاقتدار، الابهام، القول بالموجب، الافتتان، الإيضاح... كتاب هام، يبحث في جذور البحث البلاغي وتطور علم البلاغة على يد العلماء المسلمين من مشرق الأرض إلى مغربها، يعتبر بحق موسوعة للباحثين والدارسين في إعجاز القرآن الكريم.