وصف الكتاب:
قبل نصف قرن ارتفع من أرض الكنانة صوت عربي عراقي مخلص يبشر بالوحدة ويدعو لها وكان ذلك الصوت الوحيد المتميز صوت الكاظمي وكان ذلك البشير المبكر بالوحدة الكبرى شعر الكاظمي. وقد استحوذت تلك الفكرة على مشاعر الرجل وملكت عليه أمره كله فلا تكاد قصيدة له تخلو من دعوة إلى الوحدة. دولة واحدة وعلم واحد ورئيس واحد. "ليس لنا من بلد أحق منه بلد، كل بلادنا لنا أغوارها والأنجد لا رف إلا علم على الجميع مغرد...". "أيها العرب تعالوا نلتقي في طريق المجد في طريق المجد حتى فصلاً نلتقي تحت لواء واحد سجل النصر له إذ سجلا ونولي الأمر فينا قائداً يبعث العزم ويحيى الأملا...". وإلى جانب ما كان يؤرق الكاظمي ويؤلمه من تفرق كلمة قومه وسيطرة المحتلين على بلادهم ونهبهم لثرواتها وتنكيلهم بخيرة المجاهدين من أبنائها. أقول إلى جانب ذلك كله كان الكاظمي يحمل بين جنبيه حزباً مقيماً وينبوعاً للألم لا ينضب. فقد حمل العراق في قلبه وعينيه إلى مصر، بأرضه وسمائه ونخله ومائه وشجره. وكانت بغداد وملاعب طفولته فيها وأصدقاء الصبا والشباب ذكريات تطوف به آناء الليل وأطراف النهار وتلون حياته بحنين جارف ممض للوطن المفدى الذي لم تكتحل عيناه بترابه ثانية. عن سيرة هذا الشاعر يتحدث الكتاب الذي بين يدينا ملقياً الضوء على مسيرته الشخصية والأدبية وبالتالي يتحدث من حياته في العراق وهجرته منها، وصوله لمصر وقصيدته الأولى فيها حياته الخاصة بمصر، علاقته بأدباء مصر، صلته بالإمام محمد عبده وسعد زغلول، وفاته وما قيل فيه وملامحه وأخلاقه، شعره السياسي والاجتماعي، ما لم ينشر في ديوانه وعراقياته من شعر.