وصف الكتاب:
القبيلة هي جمع من الناس ينتمون لأب واحد، وتنقسم عادة إلى أفخاذ، وأسس وفيما يخص العراق كانت شبه جزيرة العرب هي المصدر الذي يمد العراق بالقبائل، ولم يتوقف سيل الهجرة القلية عن التدفق إلى العراق بعد الفتح الإسلامي. ولما دخل السلطان العثماني سليمان القانوني بغداد سنة 941هـ/1534م، تفهم الوضع القبلي السائد في العراق، وترك لشيوخ القبائل حكم ديارهم القبلية غير أن فترة الوئام تلك لم تدم فقد ثار الخصام بين القبائل التي تكره بطبيعتها الخضوع لأية حكومة مهما كانت، والحكومة العثمانية التي تريد ممارسة حكمها المباشر على رعاياها. وفي هذا الكتاب يقدم المؤلف دراسة شاملة عن الأوضاع القبلية في ولاية البصرة خلال الحكم العثماني والاحتلال البريطاني منذ 1326هـ، ولغاية 1337هـ/1908م-1918م. يتناول المؤلف في البدء الأوضاع القبلية حين دخلت سنة 1326هـ، التي وصل الاتحاديون خلالها للحكم وتسلموا الإرث الذي تركته لهم العهود السابقة ومن جملته المشكلة القبلية المعقدة في العراق. ويشير المؤلف إلى أن ما زعمه البعض من أن النعرات المذهبية ساهمت في بلورة مواقف السلطات العثمانية تجاه القبائل العراقية، أي أن تلك المواقف تأثرت بكون الدولة سنية وكون أغلبية قبائل وسط العراق وجنوبه شيعية، أمر غير صحيح إذ لا يوجد في تاريخ الدولة العثمانية ما يشير إلى ذلك. كما يعرض المؤلف للوضع القبلي في لواء العمارة، المنتفق والبصرة قبل أن يعرض لصلات بريطانيا بالقبائل في هذه المناطق وتطور مصالح بريطانيا منذ انقلاب 1326هـ/1908م. وقد توصل المؤلف إلى جملة من الآراء تتعلق بفشل الحكومة الاتحادية في معالجة المشكلة القبلية التي تعد من أعقد المشاكل، ليس في الولايات العراق الثلاث فقط، وإنما في بقية الولايات العربية الخاضعة للدولة العثمانية.