وصف الكتاب:
تعد ثورة الشواف امتداد لثورة 14 تموز 1958 وتصحيح لمسيرتها التي استطاع عبد الكريم قاسم بتأييد وموآزرة الحزب الشيوعي العراقي والانتهازيين والشعوبيين من الخروج على مبادئها الأصلية وذلك من خلال سيطرته على مقاليد الحكم وحصر كافة الصلاحيات المهمة بالمناصب التي كان يشغلها "رئاسة الوزراء- وزير الدفاع- القائد العام للقوات المسلحة" وباشر بتوجيه الأمور حسب أهوائه الشخصية المتقلبة المعادية إلى تطلعات الأمة العربية بتوجيه ودعم من الحزب الشيوعي العراقي. وعمل على محاربة الفئات القومية بلا هوادة وزج قادة تلك الفئات في المعتقلات والسجون لمجرد إيمانهم وتمسكهم بقوميتهم وعروبتهم، وأصبح العراقي العربي في وطنه خائناً في نظر الشيوعيين والسلطة المتمثلة بعبد الكريم قاسم وزبانيته، وأخذت توجه إليه الطعون والتهم التي ما أنزال الله بها من سلطان "خائن، موتور، حاقد، متآمر، عدو الشعب إلى آخر تلك النعوت التي كان يطلقها الشيوعيون على الفئات القومية. لهذا الأسباب وغيرها قامت ثورة الشواف في الموصل، غرضها القضاء على عبد الكريم قاسم وتخليص العراق من الحكم الفردي الديكتاتوري، وكشف الشيوعيين على حقيقتهم وإعادة العراق ليأخذ مكانه في الركب العربي المتحرر. ولأن ثورة 14 تموز 1958 نجحت وقضت على الحكم الملكي بسهولة ويسر للظروف التي أحاطتها، لذلك اعتقد الكثير من الضباط والفئات القومية بأن القيام بثورة ضد نظام عبد الكريم قاسم والإطاحة به أمر سهل وميسور ومضمون العواقب بالقياس إلى ثورة تموز، ونتيجة ذلك أنظمت مجموعات كبيرة من الضباط إلى العمل ضد نظام عبد الكريم قاسم وأبدت استعدادها التام للمساهمة في الإطاحة بذلك النظام. لذلك كان في ثورة الشواف من الأقدام والشجاعة والفروسية من منتسبي لواء المشاة الخامس أكثر مما كان فيها من التنظيم والحكمة والتعقل، وفي القطعات الأخرى كان فيها من التردد أكثر مما كان فيها من الإقدام. وفشلت في حينها ثورة الشواف للظروف والملابسات التي أحاطت بها. وفي هذه المذكرات يروي اللواء الركن "حازم حسن العلي" وهو أحد ألشخاص الذين عايشوا أحداث تلك الثورة وبالتالي تمكن الإطلاع على الكثير من خفاياها من خلال مساهمته فيها، وإثناء وجوده في السجن بسبب فشلها، يروي القصة الكاملة لأسرار هذه الثورة بكل تفاصيلها وأسرارها وأحداثها كما عايشها وعرفها وقصده من ذلك تدوين الحقائق بتجرد ودون أي انفعال بعد أن مضى على تلك الأحداث أكثر من ربع قرن.