وصف الكتاب:
"نساء في مهب الريح" قصة ارتقى فيها القاضي إلى أعلى مستويات القصة الفنية الهادفة، فأجاد فيها تصوير المجتمع العربي من الناحية الاجتماعية والاقتصادية ووقف قليلاً عند الناحية السياسية والعلم وأثره في تربية النفوس والأخلاق وأثرها في رقعة الوطن، متدرجاً من جيل أول النهضة متمشياً مع التقدم شيئاً فشيئاً فعل الناقد الحصيف العارف ما يريد، والمطلع على خفايا الفن القصصي وما يجب على القاص أن يلزم به، هادفاً من قصته إلى تلخيص المجتمع من مساوئه عاملاً على إيصاله إلى الخلق النبيل واقفاً إلى جانب المرأة الكريمة الخلق. وبالعودة لمتن الرواية نجد أنها تناولت ثلاثة أجيال من الناس: أما الجيل الأول: ففلاح بسيط يعيش مع زوجته حياة بسيطة جادة يعملان بنشاط لتأمين ضرورات العيش. ويتوفى الرجل فتحضن المرأة أولادها. تعمل جادة كعهدها وتربي ولدها آدم وشعيباً. وتتزوج وتحس بالسعادة، لكنها تموت فجأة، ويموت زوجها بعدها بساعات. أما الجيل الثاني: فهو جيل آدم وشعيب اللذين تخرجا من المدرسة العسكرية، وعملا بالتجارة وغنياً غنى ليس بالقليل. يمثل شعيب سوء الخلق والسلوك، ويمثل آدم الاستقامة والتدين والخلق النبيل. وأما الجيل الثالث: فأولاد آدم الذين ساروا على نهج أبيهم، وأما أولاد شعيب فيلفهم الضياع. تلك هي الرواية، حبك المؤلف أحداثها حبكاً موفقاً منذ السطر الأول منها وحتى نهايتها... أعطى صورة للأوضاع الاجتماعية والعادات والتقاليد، وانتقل من جيل الفقر والحاجة إلى حياة البذخ والفتن وسيارات الكاديلاك وخروج المرأة من المنزل دون اهتمام بمنزلها. ولم ينس المؤلف الحديث الطويل عن الحياة الدينية، وكيف أن كثيراً من الناس نسوا دينهم وتهاونوا في عبادة ربهم فلقوا عقابهم، وتمسك آخرون فأعطاهم ربهم ما يستحقون، لم ينس المؤلف الكلام على المرأة في كل صفحة واقفاً إلى جانبها مناصراً، معتبراً إياها نصف المجتمع، بدونها يكون المجتمع أشلّ وأعرج، وإذا فسدت فسد أولادها وكانوا عبئاً على المجتمع كله، ولم ينس أن يقارن بين بساطة الزواج ونفقاته في الجيل الأول والبذخ الشديد في الجيل الثاني، مركّزاً على أن التورط في المدينة يضعف الوطن ويهز أركان الدولة. وللمؤلف وقفات عند حفلات الزواج الباذخة، وأعباء المهر والرسميات، ليشعر القارئ أنه مع المدنية المعتدلة... ومع الدين والأخلاق والعلم فهذه الأسس التي تبنى عليها الأوطان.