وصف الكتاب:
إن إمارة (آل ربيعة الطائيون) لم تحظ بما تستحقه من عناية الباحثين، على الرغم من مكانتها الاجتماعية والسياسية، وعلاقاتها مع الحاكمين من مماليك ومغول وعثمانيين، وهيمنتها على طرق التجارة بين الشام والعراق، وسيطرتها على سقي الفرات الأعلى مدة طويلة من الزمن. خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، ظهر نشاط قبيلة طي، وسطوتها في بعض نواحي الشام، وأسست لها كياناً مستقلاً عن القبائل الأخرى، فتملكت مدينة الرملة، إقطاعاً من الخليفة الفاطمي، في الوقت الذي استفحل فيه أمر القبائل العربية، فنجح بعضها في إقامة حكم سياسي، على حين بقي القسم الآخر يشكل خطراً على الحكم المركزي للخلافيتين العباسية والفاطمية، وعلى عدد من الإمارات والدويلات التي شهدتها المنطقة المترامية الأطراف الممتدة من الشام فالجزيرة الفراتية وبعض جهات العراق، فقد سيطر الحمدانيون على حلب وتوابعها، والعقيليون في الموصل وغربي الفرات، وبنومرداس الكلابيين في حلب.