وصف الكتاب:
تدور سؤالات نافع بن الأزرق إلى ابن عباس رضي الله عنه في رواية الإمام الطّسْتيّ على (250) سؤالاً ، مغايرة بذلك لمروياتها عند معاصريه التي لم تتجاوز في عددها (50- 52) سؤالاً، وهي جميعاَ معلولة بالضعف الشديد، إذ رجال إسنادها فيهم الكذاب والمتروك والمدلّس والمرسل والضعيف، إلى جانب الصدوق والثقة . ويكشف التحقيق النقدي في هذه السؤالات عن عدد من القضايا اللغوية والفقهية والتفسيرية والمنهجية التي تنازع في قبولها على إطلاق. ففي الرواية ينتهي الإحصاء المقارن إلى أن المرويات توافقت على ستة سؤالات لغوية ، مع أن المصادر التاريخية التراثية تروي سؤالات أخر لنافع بن الأرزق ، فقهية وفكرية في الصلوات الخمس في القرآن ، وورود النار، وخلق السموات والأرض وأيهما أقدم، وهدهد سليمان وغيرها، وقد أحصى البحث منها اثنتي عشرة مسألة، منها تسع مسائل مقبولة الإسناد، بما يعني أن اجتماع هذا العدد من المسائل اللغوية والفقهية ، يُرشح قبول زمن اللقاء المحدود، ومستوى موضوعاته المعدود، وليس العكس المتداول قديماً وحديثا والمركوز في لغة القرآن. وتختلف الشواهد الشعرية في السؤالات اللغوية اختلافاً عجيباً بين المرويات، من حيث جاهلية الشاهد وإسلاميته، وجهالة الشاعر ومعرفته، وإفراده وتعدده، والوهم في نسبته إلى الشاعر وسداده. ولا تعلق لكثير من السؤالات بمستويات الغرابة الدينية واللغوية عند أهل العلم في القرآن الكريم، فأكثر الألفاظ المطروح السؤال عنها أحادية المعنى ، والقليل منها ذو ارتباط بالمعرّب والمشترك اللفظي والأضداد والتضمين، وشواهدها الشعرية مفارقة للدلالة القرآنية بناء صرفياً وتطوراً دلالياً وتركيباً مقطعياً وتصويراً بيانياً ومشهدياً. وتفسير إبن عباس في رواية الطّستي فيه كثير من المفارقة وقليل من المقاربة لتفسيره المأثور، فضلاً عن أن فيه اجتلابا للحديث النبوي الضعيف في التفسير دون الحديث الصحيح.