وصف الكتاب:
كان اعتقال دوستويفسكي في الثالث والعشرين من أبريل 1849 قد قطع عليه عمله على هذه الرواية التي كان مقدرًا لها أن تكون رواية كبيرة. تتألف رواية "نيتوتشكا نزفانوفنا" في صورتها الحالية من ثلاثة فصول تجمع بينها شخصية البنت التي تروي ذكرياتها فيها: القصة الأولى هي قصة الموسيقي يافيموف، والثانية هي قصة حياة الفتاة في منزل الأمير وصداقتها مع ابنته كاتيا، وأما الثالثة فهي قصة السر في حياة ألكسندرين ميخائيلوفنا، وهذه القصة الثالثة لم تكتمل. هنا يسبق دوستويفسكي عالم النفس آدلر في تصويره عقدة النقص وما تفعله بصاحبها. ويسبق فرويد حين يصف لنا البنية نيتوتشكا التي تحب أباها (زوج أمها) وتكره أمها.. "شعرت نحوه بحب لا حدود له، حب ليس فيه شيء من طفولة" (عقدة إلكترا). وحين تُنقل نيتوتشكا إلى بيت أمير، تتعرف هناك بابنة الأمير، وتنشأ بين الفتاتين عاطفة هي حب الفرد فردًا من جنسه، الذي يحدثنا عنه فرويد: قبلات وعناق ونجوى ومسارات.. وتنشأ بينهما في الوقت نفسه صلات تصلح تجسيدًا لنظرية آدلر في "عقدة النقص" أو "مُركب الدونية". ويبدأ الجزء الثالث بقصة السيدة التي تحسن إلى اليتيمة فتضمها إليها وتحبها، فتبادلها الصبية الحب. ولكن نيتوتشكا تشعر بوجود شيء ما وراء ذلك التسليم الذي يبدو على سيدة البيت. فإنها تلاحظ أن السيدة تخفي القلق والاضطراب والخوف كلما بدت أسعد حالًا وأهدأ بالًا. ثم تكتشف السر: تعثر في كتاب لوالتر سكوت على رسالة قديمة أرسلها إلى إلكسندرين ميخائيلوفنا شاب يعترف بحبه، ويتركها إلى الأبد لأن الناس من حولهم أخذوا يروّجون الأقاويل. وتفهم نيتوتشكا السر في حزن "المتهمة البريئة" التي يسومها زوجها العذاب بسبب هذه الرسالة.