وصف الكتاب:
حين عادت إلى غرفتها نظرت إلى (المبصرة) وإذا بها تكتشف التجاعيد وكأنها تشاهدها للمرة الأولى، اغتصبت ابتسامة يابسة وتعوذت من الشيطان. لم تغادر صورتها في تلك الليلة، تعجبت من وطأة ذلك الخاطر الذي أشغلها وتذكرت مئات الزبائن الذين تستقبلهم وتمر وجوههم دون أن يتركوا أثرا في خاطرها إلا هذا الإنسان والذي يحمل سرا ما، وعيناه مليئتان بقصص غريبة، كان شخصا مختلفا ومثقلا بالهموم رغم وسامته التي لم تستطع إخفاء ذلك. قالت له عيناك يا بني إما لسارق أو عاشق.. لم يعلق بشيء وأشاح بوجهه خشية نظراتها. تذكرت ارتباكه وحزنه وهربه إلى الصمت.. تألمت لصراحتها الحادة ولَم تنم تلك الليلة تفكر فيه طويلا وتذكرت من بين دمع عصي من أحبت فيما انصرم من سني عمرها الذي يطرق أبواب الشيخوخة المليئة دوما بالتنهدات وخدمة الغرباء ومن تكتشف أن له حكاية إما يبوح بها أو هي تقوم باستنتاجها بخبرة الليالي والأيام.