وصف الكتاب:
ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالرحّالة العثماني أوليا جلبي (1611- 1684) وكتابه الموسوعي "سياحتنامه"؛ إذ لا تمرّ سنة من دون نشر دراسة عنه أو ترجمة جديدة له في إحدى اللغات. ويبدو أن الترجمة العربية لهذا القسم من " سياحتنامه" ، عن بلاد الألبان مهمّة لثلاثة أسباب على الأقل: يتصل السبب الأول باختراع جلبي للأصل العربي للألبان، وهي الأسطورة التي انتشرت لاحقًا في أوساط الأتراك والعرب. ويرتبط السبب الثاني باكتشاف جلبي لمجتمع مسلم مختلف عمّا رآه في رحلاته الأخرى. أما السبب الثالث فيكمن في غنى الكتاب بالمعطيات المتنوعة عن بلاد الألبان في ذلك الوقت (القرن السابع عشر للميلاد)، حتى إن دانكوف يسمّيه بحق "مَنْجَم معلومات". صحيح أنّ لدينا مصادرَ عثمانية عن القرون الأولى للحكم العثماني الجديد في ألبانيا، لكننا نفتقد إلى مثل هذا التوثيق للحالة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كانت في بلاد الألبان خلال النصف الثاني من القرن السابع عشر، الأمر الذي جعل صورة تلك البلاد خلال زيارة جلبي لها تبدو مختلفة عمّا شاع من قبل، وهو ما يسلّم به حتى الباحثون الألبان الذين لا يتعاطفون كثيرًا مع الدولة العثمانية.