وصف الكتاب:
فى رواية "الكرملي" التى اختار صاحبها ابن حيفا المدينة العريقة، المتقدمة ثقافيًّا وحضاريا، شخصيات تنتمى إلى المدينة، وتعكس تطورها الثقافى والاجتماعى والسياسي، تبرز أسماء مثل: نجيب نصار الكاتب والسياسى القادم من لبنان، مؤسس جريدة الكرمل، ورشيد الكرملى ابن حيفا ابن التاجر المعروف سليم الكرملي، ذو المواهب الأدبية، وصاحب الروح الوطنية، وتوفيق أبو غيدا، المقاول المثقف ذو النزعة الوطنية، والشيخ مناور الزعبي، ابن مدينة الرمثا الأردنية، الوطنى بالفطرة، وصاحب النزعة القومية. وهناك شخصيات ثانوية مهمة مثل ظاهر العمر الزيدانى والى حيفا الذى حوّلها من قرية للصيادين فى موقع تل السمك إلى مدينة "يتمطى حولها سور عال لحمايتها"، والذى كان ضحية من ضحايا أحمد باشا الجزار والى عكا المستبد، والملك فيصل بن الحسين، الذى استقبلته حيفا بعد أن خذلته بريطانيا، وأخرجه الفرنسيون من دمشق، والذى يظهر فى الرواية ملكا مثقفا، عالما بالتاريخ، سياسيا بارعا، مدافعا عن حق العرب بالنهضة والوحدة، ولورانس، الذى يظهر فى خلفية الأحداث، والمطران جريجوريوس حجار، مطران العرب القادم من لبنان، والسردار أيهم، الضابط التركى المعارض لنظام السلطنة، والمفتى مراد المثقف، المحب للأدب، والشاعر المحامى وديع البستاني، والشاعر سليمان أيوب، وأم رشيد، ووالده، وسعاد، وراغب رئيس بلدية القدس، والمفتى محمد أمين، والقائد أبو كمال، والشهيد محمد الحنيطي، وغيرهم. وكما هو واضح فإن الرواية تمزج بين الشخصيات التاريخية الحقيقية والشخصيات المتخيلة. وهذا، إلى جانب شيء من التوثيق التاريخى المتعلق بعدد من الأمكنة، والأحداث التاريخية مثل بناء خط سكة حديد حيفا درعا، وحيفا القدس، والمؤتمر العربى الأول، واجتماع الملك فيصل بوجهاء العرب فى حيفا، والهيئة العربية العليا، والإضراب الفلسطينى العام، والثورة الفلسطينية الأولى، والحرب العربية الإسرائيلية الأولى، يضفى على الرواية بعدا توثيقيا، ويجعلها تتراوح ما بين الرواية التاريخية والرواية الدرامية. تدور أحداث الرواية فى مرحلة زمنية دقيقة وحاسمة من تاريخ المنطقة بشكل عام وتاريخ فلسطين بشكل خاص، وهى بداية القرن الماضى التى اتسمت بضعف الدولة العثمانية التى كانت تحكم المنطقة العربية، وبتفككها وصعود التيار القومى الشوفينى التركى ممثلا بجمعية تركيا الفتاة، الذى بدأ يسيء للمكون غير التركى فى الدولة العثمانية، وتجلى ذلك فى المنطقة العربية بحملة القمع لطموحات الأحرار العرب، وإعدام العديد منهم فى بلاد الشام، الأمر الذى استدعى ظهور الجمعية العربية الفتاة ردًّا على الشوفينية التركية، وتلبيةً لطموح العرب بالاستقلال.