وصف الكتاب:
نبذة الناشر:سافرَ في حلمٍ أخذه من ربوع حوران بسنابل قمحِها التي تتمايل كموج البحر، وحطَّ به في مدينة المفرق الأردنية حيث صُنع أولُ رغيف خبز في التاريخ. وحلّقت به أجنحة الحلم إلى ضفاف الفُرات حيث رسم السومريون والأكاديون على الجدران والألواح الطينية أولَ نَظْمٍ للكتابة، فخلَّدوا حضارةً أهدت العالمَ أولَ مدوّنة من القوانين عرفَها البشر. ثم طارَ به الحلم إلى مصر الفرعونية حيث خُطَّت الهيروغليفية التي شاركت أختَها مسماريّةَ السومريين في نقل رحلةِ المعرفة من جيلٍ إلى جيل، وتلقَّفتها أوغاريت لتجعلَ من الرسوم أبجديةً فتحت بابًا لحضارةٍ إنسانية أبحر بها الفينيقيون عبرَ سواحل المتوسط. حضارة لم تَخْبُ شُعْلَتُها فانتقلت إلى بترا الأنباط ومأرب اليمن، لتبتلعَ الغزاة في جرش وتدمر. وبعد قرون عادتْ وأشرقتْ من قلب مكّة إلى مشارق الأرض ومغاربها فمرّت بالعُلا وجدارا وفيلادلفيا، وكان في كلّ بقعة من هذه البقاع أسلافٌ لِبُلْبُل صارعوا المكان والزمان، ليتركوا أثراً استمدّت منه البشريةُ أساسياتِ العلوم والثقافة والحضارة.