وصف الكتاب:
نبذة الناشر:جلبَ علي جعفر العـلّاق إلى الشعر العراقي في كتابه الأوّل "لا شيءَ يحْدُث.. لا أحدَ يجيء" الصادر عام 1973 نوعاً من الغنائية لم يكن معروفاً في ذلك الوقت؛ فغنائيّات الشعر العراقيّ كانت قد توزّعت قبلَه على ثلاث مناطق نغمية: مرثيّاتِ السيّاب الفجائعية، وصوتيّاتِ البياتيّ العالية المستمَدّة من القوافي، والبوحِ منخفضِ الصوت لدى سعدي يوسف. أمّا غنائيةُ العـلّاق فقد كانت من صُنْع اللغة، وجاءت مستلهَمةً من عجينتها كما لو أنها مرآتها، أو أنها قُدَّت منها. حرصَ العلّاق على رعاية النغم الداخليّ الذي يحْدُث عند لقاءِ المفردات أو تصادُمِها بعضها ببعضها الآخر، كما لو أنّ تلك المفردات لم تلتقِ من قبل، حتى ليشعر القارئ أنّ الشاعر قد حذف الكثير من الكلمات التي وقعتْ خطأً في المسافة التي تفصلُ بين مفردتين كانتا تتجاذبان عن بُعد، من أجل أن يَصْدُر نغمٌ بعينِه هو في حدّ ذاته هدفُ القصيدة. كانت موسيقى ذلك الشعر نوعاً من الهِبَة التي تطلعُ من مكانٍ لم تنتبه التقنيةُ إلى وجوده. لقد قُدِّر لي أن ألتقي العـلّاق في مرحلةٍ مبكرةٍ، وكان مرشدي في القراءة، وهو أمرٌ يُمكّنني الآن فقط من فهم جزءٍ من مصادر معرفته الشعرية، فأُنصتُ إليه كما لم أُنصتْ إلى شخصٍ آخر في حياتي.