وصف الكتاب:
هو سيرة ذاتية كتبتها الكاتبة الأمريكية من أصل إفريقي، والشاعرة مايا أنجيلو عام 1969م حول السنوات الأولى من حياتها. ويتضمن الإصدار الأول سلسلة من سبعة مجلدات تتحدث عن النمو النفسي، والعقلي للكاتبة من مرحلة طفولتها إلى مرحلة بلوغها، والكيفية، التي تساعد بها كل من قوة الشخصية، وحب الأدب في التغلب على العنصرية، والآلام النفسية. ويسترسل الكتاب، عندما يتم إرسال مايا، وأخيها الأكبر إلى إيستامبس، بأركنساس؛ ليحيا كل منهما مع جدتهما، وينتهي عندما تصبح مايا أمًا في السابعة عشر من عمرها. وخلال أحداث كتاب أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس، تتحول مايا من ضحية للعنصرية، التي سببت لها عقدة الدونية، إلى فتاة متزنة تتسم بالكرامة، ورباطة الجأش، وقادرة على التصدي للتحيز، ومواجهة الجائِر، الذي يحاول سلب حقها. وقد تحداها صديقها المؤلف جيمس بالدوين، ومحررها روبرت لومس أن تكتب سيرتها الذاتية (والسيرة الذاتية تعد صنفًا أدبيًا قائماً بذاته). ويصنف نقاد الأدب سيرتها بوصفها عملاً أدبيًا؛ حيث امْتَزَجت فيه كتابة السيرة الذاتية مع الخيال، فاستخدمت مايا أنجيلو أسلوب التطور الموضوعي، وأساليب أخرى شائعة في كتابة الرواية، ولكن الرؤية النقدية السائدة تُصنِّفُ كتابها تحت بند السيرة الذاتية، وتحاول مايا في كتابها اِنْتِقاد هذا الصنف من الأدب وتغييره وتوسيع نطاقه. ويشمل الكتاب مجموعة من الموضوعات السائدة في كتابات السيرة الذاتية التي كتبتها نساء من السود الأمريكيين في الأعوام التي تلت حركة الحقوق المدنية، وتضمنت تلك الحركة مظاهر منها الاحتفال بالأمومة (وخاصة الأم ذات البشرة السمراء)، واِنْتِقاد العنصرية، وتبجيل العائلة، والمطالبة بالاستقلال، والكرامة الشخصية، والتعريف بالذات. وتستخدم مايا أنجيلو سيرتها الذاتية؛ لاستكشاف بعض الموضوعات، على سبيل الحصر: الهوية، والاغتصاب، والعنصرية، وتعلم القراءة، والكتابة. كما تستخدم أساليب، وطرق جديدة في الكتابة، تتحدث فيها عن حياة النساء في المجتمعات الذكورية. وتعد مايا النسخة المصغرة من حياة أنجيلو، والشخصية الرئيسة في الكتاب، وأطلق عليها لقب "الشخصية الرمزية لأية فتاة سوداء تترعرع في أمريكا". ويهيمن على الكتاب وصف مايا أنجيلو لحادثة اغْتِصابها، وهي في ربيعها الثامن، على الرغم من الوصف المختصر لتلك الحادثة في الكتاب. وتستخدم مايا كلمة "الاغْتِصاب " في الكتاب بكونها مجرد استعارة؛ لوصف معاناة بني جنسها، كما تستخدم اِسْتِعارَةً أخرى في الكتاب، وهي صورة الطائر، الذي يناضل من أجل الهروب من القفص. وكانت هذه الاِسْتِعارَة بمثابة الصورة الرئيسة طوال هذا العمل الأدبي؛ حيث تتكون من سلسلة من الدروس حول مقاومة القمع العنصري. وتضفي معالجة مايا أنجيلو لقضية العنصرية على الكتاب الوحدة الموضوعية. وقد أتاح تَعلم القراءة، والكتابة، واِمْتِلاك قوة التعبير بالكلمات لمايا أنجيلو القدرة على التعامل مع عالمها المُحير، فقد أصبحت الكتب مأواها، وملاذها، وهي تمضي قُدمًا؛ لحل مشكلاتها، وآلامها النفسية. ورُشِّحَ الكتاب لنيل الجائزة الوطنية للكتاب في عام 1970م، وظل على الغلاف الخارجي لجريدة النيويورك تايمز في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا لمدة عامين. وقد استخدم هذا الكتاب في المناهج التعليمية بدءًا من المدارس الثانوية إلى الجامعات. ولاقى الكتاب احْتِفَالًا كبيرًا، لخلقه آفاقًا أدبية جديدة للدراسات الأمريكية، في حين تسبب تَصوير الكتاب لمشاهد اغْتِصاب الأطفال، والعنصرية، والحياة الجنسية في منعه في بعض المدارس، والمكتبات. صدرت الترجمة العربية للرواية عن دار ميلاد سنة 2016، من ترجمة الكاتب والروائي السعودي إياد عبد الرحمن، وقد حظيت هذه الترجمة بتقديم الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري.