وصف الكتاب:
في مقدمتها للديوان: هناك شاحنة كتب تقف الآن على المعبر بانتظار أن يسمح ضباط الحدود الإسرا ئيليون لها بالمرور. سيمرون على الكتب واحداً واحداً. أي كتاب مطبوع عليه كلمة بيروت أو لبنان أو سورية سيتلف، يخبرني بائع الكتب. أعرف هذه المعلومة ولكنني مستمتعة بأنه يخبرني بها، ثم أسأله المزيد عن أغرب شيء حصل معه، مستمتعة بأننا قادرون دائماً أن نخترع الأحاديث حول كل تلك الطرق التي يحاول فيها الإسرا ئيلي قتلنا. ولهذا، صحيح أننا نبدو مسالمين في هذه المدينة البائسة والمسحوقة. صحيح أننا لا نبدو كأننا على وشك أن نحرق العالم. صحيح أنك لا تلمح أي غضب على وجوهنا. ولكننا كلما اجتمعنا في غرفنا الصغيرة، أو في المقاهي، أو حتى حين نلتقي صدفة مع أحد في الشارع .. في التاكسي الذي سيقلنا لخمس دقائق نبدأ بشتم كل شيء. انظر كم نبدو بريئين من بعيد. أنت لن تشك قط في اثنين يقفان في مكتبة صغيرة ومهملة، يتبادلان حديثاً عابراً، ولكن صدقني هكذا يبدو أيضاً من يخططون لثورة. نحن نجند بعضنا كل يوم. نحن لا نجمع أسماء أو قوائم. نحن نتبادل نظرات خاطفة ونمضي.