وصف الكتاب:
بين الاندماج تارةً والرّفض تارةً أخرى؛ وفي خِضم تَسَارُع ديناميات العولمة، التي تدفع باتجاه رفع القُيود وفتح الحدود وتجاوز الحواجز والأسوار والسياجات والانفتاح على الآخر من جهة أولى، أو باتجاه إغلاق الحدود في وجه الهجرة من جهة أخرى؛ تختلف سياسات الدول واستراتيجياتها بحسب مصالحها السياسية ورُؤَاهَا للمخاوف النّاجمة عن الهجرة. كما أن تكلفة تدبير الهجرة في إطار ملفات حقوق الإنسان وسياقاتها الاجتماعية والظّروف المحيطة بها تستلزم بلورة مبادرات تستوعب التنوع والاختلاف بين الثقافات، علاوة على توفير ميزانيات ضخمة للتّصدي لآثار الهجرة وأبعادها. يعالج هذا الكتاب الإشكاليات التي تثيرها تداخلات الهجرة وحقوق الإنسان من منظورات الاقتصاد والسياسة والقانون وعلم الاجتماع والجغرافيا. فمن خلال تصفُّح الدّراسات المُقدمة في هذا المُؤلّف سنجد أنها تُقدم، من زاوية تقاطع الحقول المعرفية، معلومات غنية وأفكارًا مُفيدة ومناقشات محيّنة عن أسئلة معلّقة في ذِهن الباحث وصَانِع القرار السياسي حول التغيرات في المناخ والهوية والثقافة والاندماج وتنوع أبعادها؛ والأوضاع المعيشية للسكان في الوَاحَات والمناطق الجبلية التي أفرغت من سَاكنتها. واعتماداً على الإشكاليات المرتبطة بالهجرة وحقوق الإنسان وتسييج الحدود (القومية)، يقدِّم هذا الكتاب مجموعة دراسات متنوعة ومتعددة حقول المعرفة الاجتماعية التي تسعى للإجابة عن الإشكالات الكبرى المطروحة في سياق ثُنائية العولمة – الحمائية، والأنا – الآخر؛ وإبراز تجلّيات ذلك على بعض البلدان العربية؛ مع التأكيد أن العالم يحتاج إلى تعزيز القيم المشتركة للانخراط على نحوٍ أفضل في عالم التّمايزات الثقافية والهوياتية. يتضمن الكتاب تسعة فصول، فضلاً عن الفهرس.