وصف الكتاب:
لم يكن ثمة غير التراجيديا قابلة مأذونة لولادة الشعر والموسيقى في الزمن البهي للإغريق القدامى وكذلك في الزمن المستعاد المشوش اليوم، وتلك هي وجهة نظر نيتشه الرائي والموسيقي وعالم الفيلولوجيا الكبير وزارع النواة للحداثة المسلحة ضد فيضها الميتافيزيقي وهوسها بالأتاوات الدينية والأيدلوجيات المبرمجة ضد كل انطلاق وتجدد وفوضوية خلاقة فمن أين يستقي الشعري دلالاته التي تقربه من الرهبة والشفافية إن لم يكن من روح المأساة من عويل الوجود الغامض المترمل المقطوع عن أسبابه من مسلات الغبار السومري والحجر المنحوت والمنحوس من هجاء العالم وتهجي لسانه حيث يمكن للشعر أن يبتني له عشًا واهيًا داخل أحضان الفراغ... وهكذا يحق للشاعر الخارج من رماد الوجود إن يلمس للسماء نوعًا مخصبًا من التياث العناصر ولا بأس فالشاعر يأتي بعد فوات الأوان وما كان على الشاعر صلاح حسن سوى أن يمد أصابعه متلمسًا عصاه. خضير ميري