وصف الكتاب:
نبذة الناشر:نقرأ كثيراً عن روايات تتناول عالم الأنثى وعاطفتها، ولكن في المقابل، قليلة هي الروايات التي تتحدث عن عالم الرجل وعاطفته، لنجد أن روائياً لامعاً مثل "أمير تاج السر" يخترق عالم أبناء جنسه بعمل تفوح منه رائحة الاعتراف بالحب الذي لا يموت والذي لم يبق منه سوى آثار حبر ممرّغٍ لحروف ضائعة ورسائل تاهت قبل أن تصل إلى صاحبتها. تلك هي "أسماء" حبيبة "المرحوم" في روايته الجديدة (366)، كناية عن سنة لاهثة، مؤلمة، مريضة، قضاها ذلك المرحوم في حبها. ذلك الحب الذي كان بلا أمل من بدايته، واستمر بلا أمل، ولم ينته. ولأن تاج السر من عشاق حبر الكتابة اتخذت روايته منحىً عاطفياً، لكنها اشتملت على نواح أخرى لا علاقة لها بالعاطفة إلا في توليدها للألم، "هي رواية متخيلة بالطبع – يقول المؤلف – والواقعي فيها هي عثوري مع عدد من زملائي الطلاب في المرحلة الثانوية بمدينة بورتسودان على حزمة من الرسائل مكتوبة بحبر أخضر، ومعنونة برسائل المرحوم إلى حبيبته أسماء، وكانت مشحونة بشدة كما أذكر. ضاعت تلك الرسائل، لكن بقيت أصداؤها ترن في الذاكرة، ليأتي هذا النص". وفي الرواية يستخدم المؤلف تقنية الرسائل الموجهة إلى حبيب مجهول مستخدماً ضمير المتكلم في عملية السرد فيكون بمثابة حديث مع الذات وعنها، وبالتالي، هي تقوم على الحوار الداخلي بين الروائي – والراوي – والبطل وذكرياته وتصوراته وأوهامه، فيختلط فيها الواقعي بالمتخيل، أما حضور باقي الشخصيات فتأتي مكملة للعمل، وتنفتح على عالم المهمشين حيناً "حي المساكن" وعالم الميسورين حيناً أخرى "حي البستان"، وتقترب من السياسة حيناً ثالثاً "اختفاء أخ المرحوم"، وتنحدر إلى القاع "حيث الخمارات، وبنات الهوى التعسات، وتجارة البانجو والحشيش المخدر"، وحكايات تتخبط هنا وهناك، تورث من جيل إلى جيل، في عالم منفلت من عقاله. أمعن تاج السر في كشفه كما في كل عمل وهو الذي امتاز بقدرته على قراءة ما وراء الوجوه وكشف الخبايا والمستور؛ الشيء الذي يجعل من أعماله وباعتراف الكثيرون رصينة هادفة وعميقة في آنٍ معاً. والجدير ذكره أن هذه الرواية هي ضمن القائمة الطويلة للروايات المرشّحة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2014).