وصف الكتاب:
نبذة الناشر:تجنب باشلار دائماً، إعطاء نفسه صفة الناقد الأدبي، لسبب بسيط هو كونه وكما صرح ذلك مراراً، لا يقصد إلا شيئاً واحداً اسمه: متعة ولذة القراءة، لكن من خلال ذلك، شكلت لعبة القراءة هاته ثورة منهجية وفكرية، أو حدث نظرية للأدب والذوق الجمالي مغايرة تماماً للمقاربة التقليدية، وفي نفس مستوى فلسفته الجديدة للعلم. لقد تأسس المشروع الباشلاري على رافدين أساسيين: العلم والقصيدة، ومن أجل فهم حقيقي لتصور باشلار، يجدر في حقيقة الأمر الربط داخل سياق واحد بين صياغة العالم بمقولة المفهوم (العلم)، وكذا تمثل الذات الإنسانية للأشياء والمكونات الكوسمولوجية بنوع من الحلمية الشاعرية، إنطلاقاً بطبيعة الحال من الألفة والحميمية وخاصة الدهشة التي تؤسس علاقة هذه الذات بالهنا والهناك. ولا شك أن نظرية الخيال، تجسد في رأينا البوتقة وكذا اللحظة المفهومية التي بإمكانها إعطاء وحدة لنظرية باشلار سواء في مقاربتها لنصوص الكيميائيين والفيزيائيين، أو حينما تستلهم المناخ الحلُمي لنصوص شعرية كبيرة كتلك التي لـ شيلي رامبو نوفاليس بودلير ادغاربو نيتشه هيغو بروتون أراغون غيوم... باشلار، هو دائماً نفسه، فإذا كانت المادة الفيزيائية تعطي إمكانية الكشف عن الماهيات الممكنة للوجود، فإن المادة اللغوية الإبداعية تموضع الكائن الحالم داخل أفق فكري وجمالي دائمي الإنسياب.