وصف الكتاب:
الكتاب يبحث في اختلاف مقالات الفرق المختلفة في الإسلام ويتحدث الداعي علي بن محمد بن الوليد بتواضع عن نفسه وكتابه فيقول: (لم يقـف بي قـصوري في العـلم وضيق سعـتي في الفهم عن طلب الأجر والقيام بأداء الشكر فما وفـقـت فيه من إصابة معـنى فمن بركة من يحيط بي فـلكه ويصرفـني بالبسط والقبض استيلاءه علي وتملكه وما كان من خطأ وزلل وبالله العياذ منه فمن قـصوري وعجزي وحسوري. وهي تـنـقسم أربعة أبواب كل باب منها يتضمن عدة فصول: الباب الأول: يتضمن القول في شرح المقالات وكم انقسمت فيما جاء به النبي صلى الله عليه وعلى آله وكيفية انقسامها على الاختصار جملاً دون الفروع تجمع أربعة فصول. الباب الثاني: يتضمن الرد على الفرق الحشوية وأمثالهم من الجبرية في ما تعلقت به من ظواهر الألفاظ وجهلت من معانيها تجمع سبعة فـصول. الباب الثالث: يتضمن الرد على أصحاب الرأي من المعتـزلة و الزيدية وأمثالهم ونقض ما تعـلقوا به من التعـويل على آرائهم والاتباع في الدين لأهوائهم تجمع ثمانية فصول. الباب الرابع: يتضمن الرد على معـطلي الشرائع من الفلاسفة والملاحدة والزنادقة ومن يجمعهم القول بإبطال ما جاءت به الرسل صلوات الله عليهم والتكذيب لما وعدوا من الثواب وأوعدوا به من العـقاب يجمع عشرة فصول. وعن سبب تأليف الكتاب يشير المؤلف إلى تأثره في بداية أمره بغول من غيلان الضلال وانه كاد أن يضل الطريق رغم حُسن نواياه ويشير أيضا إلى العامل الذي أدى به إلى الرجوع عن هذا الضلال وهو لقاءه بعبد من عبيد الله الموكلين بإقامة الحجج في بلاده -أغلب الظن أن المقصود هو الشيخ علي بن الحسين بن الوليد (ت554ه) وهو أول من تلقى منه المؤلف علوم الدعوة- ويشير إلى انه نبهه إلى مضار ذلك المسلك وسوء عاقبته وأقام له البراهين . ويتضح لنا أيضاً أن الكتاب قد يكون أول تأليفات الداعي بن الوليد لإشارته إلى انه ألفه بعد أن سلك مسلك الدعوة الإسماعيلية حين وصف ما كان فيه من حال وما رزقه الله من هداية وانه بعد هدايته كان أول ما قام به تأليف هذا الكتاب ليبين اختلال مقالات فرق الخلاف والمتظاهرين بالإسلام. وعن سبب تسمية الكتاب بـ"مختصر الأصول وزبدة المحصول" يقول المؤلف :"لكون ما تكلمت فيها عليه من الأصول مختصراً ، ومحصول معاني ما أختلف فيه زبداً مستخلصاً لذوي أربابه مصوناً مدخراً".