• بحث متقدم
العلم والتعليم تعليم العلوم وتعلمها في المجتمعات الإسلامية (800 - 1700 م)

العلم والتعليم تعليم العلوم وتعلمها في المجتمعات الإسلامية (800 - 1700 م)

  • تدمك:
  • المؤلف: سونيا برينتيس
  • الناشر: دار الروافد الثقافية ناشرون‎
  • كل الاقسام: التربية والتعليم
  • سنة النشر: 01 Jan 1970.
  • عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
  • تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.

وصف الكتاب:

على سبيل التقديم لا نضيف جديدًا إذا ذكرنا أن تاريخ العلم والتعليم في المجتمعات لهو من أهم ما يكشف عن وجه حضارتها ورؤيتها الكونية. وفي سياق الأبحاث المتعلقة بالحضارة العربية والإسلامية جرى التركيز في الغالب على العلوم بالمعنى الديني وما يدور حولها من علوم عقلية ولغوية واجتماعية. ربما يكون ذلك طبيعيًّا فنحن نتكلم عن حضارة مصطبغة بصبغة دينية لا لبس فيها، قد ألقت ظلالها على كل شيء تقريبًا. هذا من جهةٍ. ومن جهة أخرى فإن دراسة العلوم غير الدينية تتطلب أنواعًا من التخصص الدقيق في هذه العلوم، فضلًا عن دراية وخبرة متينة بالتاريخ واللغات والاصطلاح الكلاسيكي للعلوم. ومع ذلك، فإن تاريخ «العلوم» - بالمعنى الوضعي – في الحضارة العربية والإسلامية قد حظِي بدراسة جيدة جدًّا، وأحيانًا ممتازة، في بعض الدوائر الأكاديمية، الغربية أصالةً، وما يتصل بها من جهود العلماء والباحثين العرب، بدءًا من الربع الأخير من القرن المنصرم. إن كتب وأبحاث أمثال رشدي راشد، وجورج صليبا، وعبد الحميد صبرا، وأنطوان حميد موراني، وغيرهم؛ هي أمثلة ممتازة على تلك الدراسات، وذلك فضلًا عن كثيرٍ من الباحثين الغربيين. إلا أنه من الواضح أن جميعَ هذه الجهود كانت في استكناه الشغل العلمي في السياق العربي والإسلامي والجهود النظرية والتطبيقات العملية للعلوم، كالرياضيات أو الفلك أو البصريات أو الطب وغيرها، وجدليات التأثير والتأثر المعروفة. إنّ ما يضيفه هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو البحث في البُعد التعليمي للعلوم غير الدينية، وبخاصة الرياضيات والطب والفلك والطبيعيات، بما لذلك من جوانبَ اجتماعية وتعليمية بيداغوغية ومؤسسية. إنه يبحث في طبيعة المواد العلمية التي كانت تُدرَّس لطلبة العلوم غير الدينية، وسياقاتها. ماذا كانوا يدرسون في العلوم؟ وما أهم المواد الدراسية وكيفية الاستفادة منها؟ وكيف كانوا يدرسون؟ وأين كانوا يدرسون؟ وما تأثير ذلك على طبيعة الدراسة؟ وما إسهامات هذه السياقات العربية والإسلامية المتنوعة من الشرق إلى الغرب في تقنيات التعلُّم والتعليم ومواد التعليم للعلوم. من اليسير أن نقف على جوانب كثيرة من عملية التعليم والتعلم للعلوم الدينية واللغوية المختلفة. طبيعة التدريس، أماكنه، موادّه، إجراءاته. لدينا مادة بحثية جيدة تحتاج التنظيم والتحليل والتقويم. إن الحال مختلفٌ تمامًا فيما يتعلق بعملية تعليم وتعلم العلوم غير الدينية. ومن هنا، فببساطةٍ، يلقي هذا الكتابُ القيِّم الضوء على جانبٍ معتمٍ من الناحية التاريخية للحضارة الإسلامية. وقد اعترفت المؤلفة نفسها – وهي قامة علمية مرموقة في التأريخ للعلوم في الحضارة الإسلامية - بهذه الصعوبات، وصرَّح غيرُ واحدٍ من مؤرخي الحضارة الإسلامية المعتبرين بجرأة المؤلفة في التصدِّي لهذا الشأن، ونفاسة إسهامها فيه. صحيحٌ إنه بحث بيداغوغي، وليس بحثًا خالص في التاريخ للعلوم غير الدينية نفسِها، ولكن هذا لا يعني أنه لا يُهمّ سوى المشتغلين بالجوانب العلمية النظرية والتطبيقية غير الدينية. قد يكون الأمر على العكس تمامًا! إن العلم الطبيعي بطبيعته الانفصالية والهدمية ليس تراكميًّا – بما فيه الكفاية على الأقل – كالعلوم الدينية واللغوية. تاريخ العلم الطبيعي ليس جزءًا منه، بخلاف الفلسفة مثلًا التي يُعتبر تاريخها جزءًا رئيسًا منها. تاريخ العلم الديني يهم المتخصص في العلوم الدينية، والمتخصص في التاريخ والحضارة على حدٍّ سواء. أما تاريخ العلم الطبيعي فهو مهمّ بالدرجة الأولى للمؤرخ والباحث في الحضارة، وأهميته التي لا ننكرها إجمالًا للمهتم بالشأن العلمي هي أهمية ثانوية بخلاف ما قد يتبادر. قد ينبغ باحثٌ في العلوم التجريبية إلى حدّ الإبداع والعبقرية وهو لم يطلع البتة على طبيعيات أرسطو أو ابن سينا، والأمر نفسه بالنسبة للطبيب الحاذق الذي لا يعرف عن أبقراط إلا قَسَم المهنة، أو لم ير في حياته قانون ابن سينا. إن هذا الكتاب القيِّم حول تاريخ تعلم العلوم غير الدينية في المجتمعات الإسلامية إلى ما قبل العصر الحديث؛ زاخرٌ بالملاحظات والملامح الدينية والاجتماعية والحضارية وحتى السياسية، وفيه التعريف بالكثير من العلماء ومؤلفاتهم، وبدوائر علمية أخرى غير الدوائر المتمحضة في العلوم الطبيعية، كدوائر الشرعيين والفلاسفة، ففي الواقع لم يكن التمحض في العلوم الطبيعية هو الأغلب في السياقات العربية والإسلامية، ولذلك نلاحظ أن كثيرًا من الأعلام في العلوم الطبيعية كانت لهم اهتمامات بل وتخصصات دينية أو فلسفية، ومن ثَمَّ وجدنا الطبيب الفيلسوف، والفقيه الفيلسوف، ونحو ذلك. ورغم هذه الملاحظة المهمّة حول عدم تمحُّض العالِم في العلم الطبيعي دون العلوم الدينية أو العقلية، فإننا قد نلاحِظ بيُسرٍ أيضًا أن العلم الطبيعي في نفسِه لم يكن متمحورًا حول الدين، بل ظلَّ مستقلًّا أو في عزلة عنه، واستطاع العالِمُ الجامِعُ بين تخصصاتٍ دينية وغير دينية أن يرتديَ أكثر من قبعة في وقت واحد، وأن يعزل تلك المجالاتِ بعضَها عن بعض في مهارة. قد يصل القارئ بعد قراءة هذا الكتاب مثلًا إلى خلاصةٍ فحواها أن مركز العلوم، بمعناها الوضعي أو الدنيوي – العلماني بالمعنى الأوروبي التاريخي -، سواء أكان على مستوى التنظير أو التطبيق، أو التعليم كما هو معنا هاهنا في السياق الإسلامي؛ لم يكن الدين، بل التجربة البشرية المتراكمة منذ ما قبل الإسلام. لقد ظلت الكتابات اليونانية وما في دوائرها؛ المكوِّنَ الرئيسَ للمادة العلمية في العصور الإسلامية الأولى، بل وفي عصورٍ متأخرة أيضًا، ثم أُدخلت عليها تحريرات وتطويرات دارت في فلكها ولم تشذّ عنها كثيرًا، ولكن طوَّرتها وفق السيرورة العلمية وآلياتها نفسها. ومن هنا فلا غرابة أن نجد في المشتغلين بهذه العلوم غير الدينية: الفلاسفةَ، ذوي النزعة الدينية، والمعارضين للدين، وشبه اللاكتراثيين، وأن نجِدَ فيهم المتكلمين والأثريين، والسنة والشيعة، والجميع يستفيد من هذه الكتابات بقطع النظر عن مشرب صاحبها الديني، كيف والأصول الرئيسة لأغلب هذه العلوم كما ذكرنا كانت لقومٍ غير مسلمين أصلًا. صحيحٌ أنه وُجدت مجالات مشتركة بين العلوم غير الدينية والدين، كالمواريث والمواقيت والقبلة ونحو ذلك، لكنها جميعًا تطبيقاتٌ كما هو واضحٌ، وليست إضافاتٍ منهجيةً أو نظرية لبنية العلوم غير الدينية. هل كان لهذه المكونات الدينية غير الإسلامية أو قبل الإسلامية أثرٌ على وضع تلك العلوم؟ هذا بحثٌ آخر في فلسفة العلم. وإنما شأننا هنا الوصف والتحليل التاريخي. ومن هنا نصّ ابنُ حزمٍ في رسالته في مراتب العلوم، أن الأمم تتميز، أي تختلف، في علوم ثلاثة، هي الدين واللغة والتاريخ، وتشترك في علوم أربعة: النجوم والطب والفلسفة وعلم الهيئة(). كانت هذه إذن هي نظرةُ المسلمين للعلوم الطبيعية غير الدينية. نظرة موضوعية، تاريخانية، تجريبية. ولعل في التدليل العلمي التاريخي على ما تقدّم ذكره من الانفصال بين العلوم الدينية وغير الدينية؛ ما يدفع الدعاياتِ الشعبويةَ العلمانية المعاصرة التي يلقيها بعض وُعّاظ العلمانية غير المتخصصين من أن الدين كان عائقًا للتقدم العلمي أو حارب العلماء غير الدينيين، وكفّرهم، كما هو الحال بالنسبة لأمثال ابن سينا وأبي بكر الرازي ونحوهما. من الواضح الآن أن المجالين: العلوم الدينية والعلوم غير الدينية؛ كانا مستقِلَّيْن ومفصولين عن بعضها بصورة كاملة تقريبًا، فابن النفيس السُّنِّي الأثري كان يشرح قانون ابن سينا الفيلسوف الإسماعيلي، بعنوان أنه طبيب لا أنه فيلسوف. كانت تذكرة الطوسي الإسماعيلي أو الاثناعشري أيضًا في الهيئة مصدرًا أساسيًّا في هذا العلم بغض النظر عن مذهبه. رسالة البهائي الشيعي في الحساب، والحاوي في الطب لأبي بكر الرازي الطاعن في الإسلام؛ مثالان آخران ضمن أمثلة كثيرة. تلك أدلة تاريخية دامغة أن الدين لم يكن محاربًا للعلماء لأجل أنهم علماء في العلوم غير الإسلامية. وإنما كان موقف الفقهاء – ونتكلم إجمالًا الآن من غير تحرير فردي لحالةٍ حالةٍ – السلبي من كثير من هؤلاء كان لأجل مكونات دينية محضة، لا لأقوالهم العلمية غير الدينية. وكي يكون كلامنا دقيقًا، فالكلام هاهنا عن: الإسلام؛ لأن الوضع بالنسبة للمسيحية أكثر تعقيدًا بكثيرٍ. ربما لهذا الفصْل المنهجي الدقيق؛ ازدهرت الحضارة الإسلامية في عصورها الذهبية. هذا الفصل الذي نتمثّله في مقولة شريف للعلامة رشيد رضا حين قال: «لا سلامة للمسلمين في دينهم ودنياهم إلا بالرجوع في الدين المحض إلى ما كان عليه السلف، وفي أمور الدنيا إلى ما أثبته العلم والتجارب في هذا العصر»(). أرجو أن يكون هذا الكتابُ إسهامًا قيّمًا في المكتبة العربية حول تاريخ الحضارة الإسلامية، وأن يكون فاتحةً لأعمال أخرى في هذا الملف المهم، منها كتاب مهم جدًّا أرجو من الله أن يتمّ على خير. في الختام لابد أن أوجّه الشكر للصديق العزيز هشام سمير، الذي كان السببَ في تعريفي بهذا الكتاب وخطورته، وكان العزمُ أن يشتغل عليه منفردًا أو بالاشتراك معي، ولكن عاقته عوائق قاهرة عن العمل فيه، فكان اللَّجَأ إلى الصديق النابه رضا زيدان الذي لا يتأخّر عنِّي أبدًا. لم تكن مهمة إنجاز هذا الكتاب بالسهلة، خاصة مع ما فيه من اصطلاحات علمية تاريخية، واستمداده من نصوص كثير منها مخطوط أو بعيد المنال، فاحتاج كثيرًا من التنقيب والبحث والمذاكرة، ومن ثَمَّ استغرق العمل على إنجازه وقتًا وجهدًا كبيرين، لا أزعم معهما تمام الإصابة. وهنا يجب أن أشكر زوجتي سارة عبد المؤمن التي تحملت أعبائي الكثيرة في سبيل إتمام هذا الكتاب، مع ظروف حملها، وها أنا أكتب هذه الحروف بعد مراجعة مسودة الكتاب وقد وُلِد لي ولدي الأول، الحسن، منذ أيام قليلة، أسأل الله أن يبارك فيه وفي أمه. والحمد لله رب العالمين.

site.similarbooks

شاهد المزيد
آفاق توظيف خريجي الجامعات السعودية
آفاق توظيف خريجي الجامعات السعودية
  • تدمك:
  • المؤلف: خالد بن منصور بن جمعة
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم
النسخة الورقية 37.00 AED
التعبير الكتابي : المستوى الأول من التعليم الإبتدائي
التعبير الكتابي : المستوى الأول من التعليم الإبتدائي
  • تدمك:
  • المؤلف: حنان ملك خربطلي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 30.00 AED
التعبير الكتابي : المستوى الثاني من التعليم الإبتدائي
التعبير الكتابي : المستوى الثاني من التعليم الإبتدائي
  • تدمك:
  • المؤلف: حنان ملك خربطلي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 30.00 AED
الصحيح في القراءة والتعبير : دفتر التطبيق : السنة الثانية الإبتدائية
الصحيح في القراءة والتعبير : دفتر التطبيق : السنة الثانية الإبتدائية
  • تدمك:
  • المؤلف: جوزيف إلياس
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 19.00 AED
الصحيح في القراءة والتعبير : دفتر التطبيق: السنة السادسة الإبتدائية
الصحيح في القراءة والتعبير : دفتر التطبيق: السنة السادسة الإبتدائية
  • تدمك:
  • المؤلف: جوزيف إلياس
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 19.00 AED
الصحيح في القراءة والتعبير : كتاب التلميذ - السنة الثالثة الإبتدائية
الصحيح في القراءة والتعبير : كتاب التلميذ - السنة الثالثة الإبتدائية
  • تدمك:
  • المؤلف: جوزيف إلياس
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 52.00 AED
الصحيح في القراءة والتعبير : كتاب التلميذ : السنة الأولي الإبتدائية
الصحيح في القراءة والتعبير : كتاب التلميذ : السنة الأولي الإبتدائية
  • تدمك:
  • المؤلف: جوزيف إلياس
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 45.00 AED
الصحيح في القراءة والتعبير : كتاب التلميذ : السنة السادسة الإبتدائية
الصحيح في القراءة والتعبير : كتاب التلميذ : السنة السادسة الإبتدائية
  • تدمك:
  • المؤلف: جوزيف إلياس
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 63.00 AED
الصحيح في القواعد والإملاء : دفتر التطبيق : السنة السادسة الإبتدائية
الصحيح في القواعد والإملاء : دفتر التطبيق : السنة السادسة الإبتدائية
  • تدمك:
  • المؤلف: جوزيف إلياس
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 23.00 AED
الصحيح في القواعد والإملاء : كتاب التلميذ : السنة السادسة الإبتدائية
الصحيح في القواعد والإملاء : كتاب التلميذ : السنة السادسة الإبتدائية
  • تدمك:
  • المؤلف: جوزيف إلياس
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: التربية والتعليم, كتب الأطفال
النسخة الورقية 52.00 AED
القائمة البريدية

اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني

قائمة الكتب

جميع الحقوق محفوظة © 2020