وصف الكتاب:
في هذا الكتاب، الذي هوخليطٌ ما بين الدراسة، الحكاية والأسطورة والإبداع الحُر، يحاول الكاتب أنْ يُلقي بعض الضوء على مكوّنات الحكاية والأسطورة عامة وعلى حكايات الميلاد العذري بشكل خاص. تلك الحكايات الموغلة في القدم، في التاريخ الإنساني. وهذا يعني أنّ الميلاد المقدّس جاء بدون "خطيئة" فيه تحمل الأنثى بدون واسطة الذكر، وتلد ميلادًا عذريًا طاهرًا بدون "دنس الذكورة". وفيه يدّعي الكاتب أنَّ الأنثى هي الأصل وهي إذا حملت حملا بلا دنس تبقى عذراء دومًا، كأمنا عشتار، كما جاء في الحكاية والخرافة والأسطورة. بمعنى أنّها تبقى هذه الحيوانات المنويّة ليست دنسة، لكن الرجل هنا بعقليته الذكورية هو الذي يدنّس المرأة.. بعكس ما جاء في الموروث باعتبار أنّها هي الأنثى أساس الشرّ في العالم. تحمل وتلد بالألم والخطيئة (!) وكما في عالم الجنس كذلك في عالم الأفكار.. فيه يتساوى الذكر مع الأنثى وفيه أيضاً الفكرة تلد الفكرة، وتتناسل الحكايات منذ طفولة الإنسانية وحتى يومنا هذا، يثور النبي على القديم ويأتي بجديد، يصبأ، أي يخرج عن مِلّة قومه أو كلمة (ميلاتا) أهله. وعلى هذا الأساس كلّ نبي ثائر يلد أفكارًا بلا دنس، سواءً كان ذلك على صعيد الإيمان أم على مستوى العقل، حتى ولو كان الإيمان شيئًا والعقل شيئًا آخر. الإيمان تصديق بالقلب، فلو يقرأ الرجال هذا الكتاب بعين القلب وبقلب العقل لما كانت هنالك حاجة لمؤسسات العمل النسوي. يدعو الكاتب في هذا الكتاب إلى تعلّم وتعليم الأسطورة بهدف فتح خلايا دماغ الإنسان التي ما زالت مغلقة.. والتي خُتم عليها أحيانا بالشمع الأحمر، فلا مقدّسٌ غير العقل وما ينفع الناس في عملية الكشف المستمرة.. التي لا نهاية لها. ذات يوم، قال ألبير كامو Camus: "ما أفقر من هم بحاجة إلى أساطير، واجب الآلهة أنْ تكون لها متكآت أو فنارات في سباق الأيّام". وأمّا الهدف من هذا الكتاب فهو تحرير العقل العربي بشكل خاص والإنسان بشكل عام من النصوص والأساطير التي تكبّله وتشلّ حركته وبالتالي انتشاله من التخلف!