وصف الكتاب:
تناولت مرحلة تأسيس أدب المقاومة في مرحلته الأولى من مطلع القرن العشرين حتى النكبة مع شعراء المرحلة (بدوي الجبل – الشيخ صالح العلي – معروف الرصافي )، وتطرق الكتاب إلى المرحلة الثانية من النكبة 1948 حتى النكسة 1967 مع شعراء المرحلة (أحمد شوقي ـ عبد الكريم الكرمي ،أبو القاسم الشابي ). وتطرق د.حميدوش لتأثير اللغة الشعرية لشعراء المقاومة على المجتمع في مرحلة التأسيس، ثم مرحلة النضج الفكري للمقاومة بمراحله، وشرح مفهوم المقاومة بين الشرعية واللاشرعية، وبحث في مفاهيم هامة كالهوية والانتماء، وطبيعة الفكر المقاوم. وعرف د.حميدوش المقاومة بأنها إرث ثقافي ، وطني ، وحضاري ، ومعرفي ،ووجداني ، ومهاري متراكم وهي فعل تغيير ،أدواته، البندقية ، والقلم ، والإعلام ، تتوارثها الأجيال، للحفاظ على هويتها الوطنية من الاستلاب الاحتلالي، فالمقاومة هي مشروع ضاري أصيل وهي فعل تغيير، فالمقاومة والبطولة صنوان، معاً يقترنان، وفي شخصٍ واحدٍ يجتمعان، وفيه لا يفترقان، فمن قاوم منتظراً النصر أو الشهادة عُدّ بين الناس بطلاً، وعند الله إن قتل شهيداً، فلا يبالي على أي جنبٍ كان في الله ومن أجل الوطن مصرعه. قال د.حميدوش في فصول الكتاب لست مهزوماً ما دمت تقاوم المقاومة تكتب عن الجدار، وعن الفلاح ، والتلمیذ وربة المنزل .أن تكتب للزمن القادم وتمدّ إليه خیوط روحك المنتظرة ،أن تكتب عن الإنسان للإنسان ، أن تكتب للزیتون وعن الزیتون الأدب على الجبھة ، وفي الجبھة خلف الناس، ومعھم ، وأمامھم، مشددا على أن الكلمة المقاومة فعل لا أكثر ولا أقل. ويشير في كتابه د.حميدوش إلى المقاومة إصابةٌ وشهادة، وقتالٌ ومطاردة، وتضحيةٌ وفداء، وتجردٌ وعطاء، وصدقٌ وإخلاص. وهي بندقية محمولة على الكتف، وصاروخٌ يطلق من البساتين، وقذيفة تنطلق من أعلى ظهر جبل، وعبوةٌ ناسفة تزرع في كل مكان، واشتباكٌ يرهب العدو ،و يجندل جنوده، ويعيدهم قتلى في تابوتٍ، أو جرحى مسكونين بالرعب، قتلى صامتين أو جرحى يولولون. ويعرض الكتاب لعدد من القصص والمآسي للحرب المجرمة على سورية، وكذلك الآثار النفسية التي أفرزتها الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الأطفال الحلقة الأضعف مثال على ذلك شهداء مدارس حمص الذي ذهب ضحيتها عشرات الأطفال. يذكر أن الدكتور منيف أحمد حميدوش أستاذ في جامعة الفرات، وأستاذ مساعد في جامعة تشرين -قسم اللغة العربية، له قصائد شعرية ومؤلفات أدبية متنوعة ومقالات في عدة صحف ومجلات ثقافية وفكرية.