وصف الكتاب:
جسد المؤلف الصراع الأذلي بين الخير والشر داخل النفس البشرية من خلال بطل الرواية الذي كادت أن تتقطع أوصاله وتنهار نفسه في ذلك الشد والجذب بين نداء الشيطان وفطرته الإنسانية التي تدعوه لطريق الصلاح. استطاع الروائي إسماعيل منصور بأسلوب سرد ممتع ولغة سهلة أن يدعم أحداث الرواية بنماذج متعددة من البشر تحمل مختلف القيم والعادات والتقاليد الموجودة في المجتمع. من أجواء «قهوة سادة وشاي سكر زيادة» صعد دون أن يبالي بعدد درجات السلم، ووجد سلامة جالسًا على السطح بصحبة زوجته ودلال، مع طفله وطفلها، لم يخفق قلبه لها، وإنما خفق خوفًا منها، وتحاشى النظر للطفل، فلم يشعر نحوه بالعاطفة، رغم كونه متأكدًا أنه ابنه، إلا أن يقينه بأن دلال هي من ارتكبت الجرائم، جعله يخاف الاقتراب منها. ذهب إلى المقهى، وجاءه فوزي بالشاي والمعسل، وما كان جلوسه لهذا الغرض؛ وإنما كان من أجل فوزي، وأن يشعره بقيمته عنده، وعندما انتهى أخذه من يده حتى السيارة، وودعه معانقًا له، واضعًا في يده مبلغًا كبيرًا جدًا من المال، طالبًا منه عمل مشروع خاص به، ومضى من الشارع، فهل ترك سعد سعدًا؟! بعد أن خرجت دلال من النيابة دون توجيه اتهام لها، أخذت ما تركه سيد الأسمر من أموال، واستولت على أموال المنزل، الذي كان سيد الأسمر قد باعه، ولم يحرر عقدًا به، ووجدت في متولي رزق متعة تحقق لها الأمن للحظات. لم يعد متولي مهتمًا بقضية عائلة سيد الأسمر، فقد كان ينتظرها؛ لينتقل معها إلى عالم آخر من النشوة اللذيذة. وكانت تذهب إليه، حتى كادت تنسى للحظات السؤال الذي يتردد داخلها: هل من الممكن أن يكتشف أحد ما فعلت؟..