وصف الكتاب:
كان كلاهما يصرخ: هي وجعًا، وهو لذَّةً! هي تتأذَّى بقوَّةٍ جسدية وروحية مدفوعة برغبة عبد العليم مع قليلٍ من الإشفاق، فليس ذلك وقت الإشفاق، إنه وقت السِّحر، لا بُدَّ من نزع قشرتها أوَّلًا كحبوب الشعير، على أن يتم ذلك بين القسوة والرفق، هكذا قال الخواجة، تنضج الصغيرة، تنضج في ماءٍ يغلي من الشوق مثل عصير الشعير الحلو قبل تخميره، قبل أن تجود بعطاياها، وتولد إلى الدنيا في خلقٍ جديد لا حلوة ولا مُرَّة، بتلك المزازة المغرية: صابرة والبيرة... والبيرة وصابرة! منذ ذلك اليوم أصبح عبد العليم يعامل حبَّات الشعير كعذارى يفضُّ بكارتهنَّ بيديه! كلهن صابرة العذراء مجدَّدًا! نَزْعُ القشرة للوصول إلى قلب الحَبَّة، ولا يتم ذلك بالطحن العنيف الشديد بل هو أشبه بالتجريش، بالقزقزة... يبتسم ويقول في سِرِّه: كيف أترك هذا العمل أَيَّتها الحمقاء؟ وكل شيء فيه يُذكِّرني بكِ؟
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني