وصف الكتاب:
كأنه يوم القيامة.. بدأ المشهد مهيبًا ومقبضًا على نحو رهيب ويتناقض بشكل صارخ مع هدوء ملعب الجولف المترامي في مدينة "الجونة" الساحلية المتاخمة للبحر الأحمر. وكشفت أحشاء المسطح الأخضر عن عشرات الحفر الضخمة التي تناثرت بشكل متقارب وهندسي وظهرت من كل حفرة جثة متعفنة. انضرب طوق أمني ضخم حول الملعب الملحق بكمبوند فاخر، وازدحم الملعب في تلك الظهيرة الصيفية شديدة الحرارة بمئات من عناصر الشرطة والمباحث ورجال الطب الشرعي، وتم إيداع جميع العاملين في الكمباوند في قاعة تُستخدم كملعب لكرة السلة. بدا الجميع مذعورين وغير مستوعبين لما يحدث خارج القاعة، وفهموا فقط أنهم محتجزون في انتظار تحقيق معهم على يد محققين هروعوا في الصباح من القاهرة بصحبة ضباط آخرين من قوات أمن الغردقة. تجول في الملعب وسط الجثث شخصٌ نحيلٌ متوسط الطول يرتدي بذلة كاملة زرقاء اللون، بدا من تحتها سلاحه المعلق بحزامه. عدل وضع نظارته الشمسية على وجهه الحليق، وأمسك بجهاز اللاسلكي المتطور وانخرط في محادثة مع شخص نافذ قائلًا، في لهجة حازمة حاول أن تُخفي توتره: "معاك الرائد حسن شاكر، يا باشا.. تمام يا باشا.. تم العثور على جميع الجثث، معاليك.."