وصف الكتاب:
تلوّن وجه فتحي ارتباكا , وغزا القلق خاطره , وهو يمعن النظر في وجه محيي الدين ؛ في محاولة استبصار كليلة , ثم تحدث بلهفة : _ ما الذي حدث فأشعل سخطك هكذا ..؟! نطق محيي الدين والغضب يصبغ وجهه بحمرة مشوبة بعتمة سخط : _ كل شيء يسير بعكس مرادي .. وسكت لوهلة قبل أن ينطق بنبرة إصرار : _ لقد اتخذت قراري ..سوف أتزوج ..! اندهش فتحي حتى اندلق فكه.. ثم : _ ماذا ..؟! هل تهذي ..؟! _ولماذا أهذي ؟ إنه حق مكفول لي .. _ لكنها صافي .. قاطعه : _ أنت لن تفهمني يافتحي ؛ ربما لأنك لم تتزوج بعد ؛إنني أعيش مع صافي معاناة من نوع خاص ؛ أنا ظمآن حب , عاطفتها الجافة تعذبني , وتحيل حياتي جحيما لا يطاق !! بتُ أحس بوجع الفقد ويحرقني ظمأ الحرمان .تخيّل بأني صرت أحدّق مليا في وجوه النساء وأمعن النظر في تقاسيم أجسادهن .غدوت أتصرف كالمراهقين ! _ لأول مرة أسمعك تقول هذا عن نفسك وعن زواجك .ما الذي يحدث يا صديقي ؟!! سكت محيي متحيرا .. نفخ فتحي بقوة , وغيّم الكدر على فكره , بعدما أدرك أسباب ثورة صديقه!