• بحث متقدم
نبع وروافد : قصص حياة شخصيات نابلسية “تاريخية ومعاصرة”

نبع وروافد : قصص حياة شخصيات نابلسية “تاريخية ومعاصرة”

  • سنة النشر: 01 Jan 1970.
  • عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
  • تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.

وصف الكتاب:

يرصد الكتاب البنى الاجتماعية الفاعلة والمؤثرة والتبدلات التاريخية التي عايشتها في تاريخها، ابتداء من فترة الحروب الصليبية والعهد الأيوبي، مرورا بحكم الدول الإسلامية “أيوبيين، مماليك، عثمانيين”، ومن ثم وقوعها تحت الحكم البريطاني مرورا باندماجها مع الأردن وصولا إلى وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي، وصولا الى السلطة الوطنية الفلسطينية. يقول المؤلف، في مقدمة كتابه، إنه تتبع مسارات وروافد المبدعين من أبناء مدينة نابلس ومنطقتها على مدى فترة تقارب ألف عام، ولتغطية هذه الفترة الزمنية الطويلة، قسم الكتاب الى عشرة فصول كل فصل يعنى بتتبع أبرز مبدعي هذه المنطقة من أرض فلسطين، لتشمل عملية التتبع القاطنين في نابلس وجوارها، أو القاطنين في مدن المشرق العربي، الذي يضم بلاد الشام والعراق ومصر، إضافة الى منطقة الخليج العربي ورجعوا بأصولهم إلى نابلس أو إحدى نواحيها، ضمن مدى زمني هو مائة عام، وتبدأ الانطلاقة في الفصل الأول بالترجمة لشخصيات القرن الثاني عشر الميلادي/ السادس الهجري “1100-1199م/ 493-595هـ”، الى جانب مقدمة مختصرة أو تمهيد تاريخي يستعرض معالم الشخصية النابلسية في تلك الحقبة وأوجه التبدل والتغير التي شهدتها عموم منطقة نابلس في تلك الفترة في الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ويشير خماش إلى أن مدينة نابلس، مثلها مثل سائر المدن الفلسطينية، تعرضت في تاريخها للعديد من تذبذبات الحركة البشرية، ففي فترة الحرب الصليبية، وحرب الاحتلال الإسرائيلي ونابلس في حالة هجرة ونزوح داخلي وخارجي، وفي فترات متعددة كانت منطقة نابلس تفتح ذراعيها لاستقبال اللاجئين إليها. وكثير من الذين هاجروا أو هجروا من مناطقهم، وتحديدا في الفترات القديمة، حيث عادوا إلى الأماكن التي خرجوا منها، وإذا لم يعد الجيل الذي عايش تجربة الرحيل والهجرة، فإن الجيل اللاحق أو الذي يليه لا يلبث أن يعود الى موطنه الأصلي، ما يعني أن صلة المهاجرين بمناطقهم النابلسية بقيت قائمة، وأن بقاءهم في الأماكن التي قصدوها كان لفترة انتقالية ريثما تتحسن الأوضاع وتصبح هناك إمكانية العودة. ويواصل خماش قوله إن معالم المكونات الاجتماعية ومظاهر الهوية المحلية لمنطقة نابلس لم تبدأ بالتشكل والاستقرار إلا مع نهاية العصر الأيوبي وبداية العهد المملوكي، وأخذت سمة التأسيس لوجود عائلي مستقر تتجذر في المنطقة اعتبارا من تلك الحقبة. كما أخذت بعض العائلات الممتدة في ممارسة دور الوسيط بين الدولة والسكان القاطنين في جبل نابلس، وتعاملت الدولة الإسلامية مع هذه العائلات باعتبارها الجهة المعتمدة لتحصيل الضرائب بأشكالها كافة، إضافة الى قيامها بدور حفظ الأمن والاستقرار في منطقتها. ومن أقدم العائلات في جبل نابلس التي مارست هذا الدور، عائلة الجيوسي، التي عهدت إليها دولة المماليك بإقطاعية منطقة “بني صعب” الممتدة من جبال نابلس شرقا حتى السهل الساحلي غربا. ويشير المؤلف الى أنه في فترة الحكم العثماني بدأت العائلات والقبائل بالتوافد والهجرة الى منطقة نابلس بهدف الإقامة والاستقرار فيها، وقدمت بعض هذه الأسر إلى نابلس بدوافع وظيفية عسكرية، حيث عهدت الدولة التركية الى هذه العائلات، ومن خلال مواقع أبنائها المتقدمة في الجيش، بضبط الأمن وجباية الضرائب من المزارعين والحرفيين، ومن أبرز هذه الحالة عائلتا “طوقان والنمر”، ثم أخذت مجموعات قبلية بالتوافد على أنحاء المدينة بحثا عن الماء؛ مصدر الحياة، التي وجدت في نابلس وأنحائها مكانا ملائما للسكن والإقامة فاستقرت بالقرب من الموارد المائية. وتمكنت عائلتا “عبدالهادي وجرار”، على وجه التحديد، في فترة وجيزة من إقامتهما، من بسط نفوذهما وسيطرتهما على المناطق التي نزلتا بها، وكذلك عموم منطقة نابلس. ويتابع خماش “مع تنامي نفوذ واتساع مظاهر سيطرة هذه العائلات، ومن منظور يعتمد على تنويع مصادر الجهات التابعة والموالية لها من أصحاب النفوذ والسيطرة في المنطقة، توسعت الحكومة العثمانية باعتماد المزيد من الأسرة الكبيرة للقيام بدور الوسيط فيما بينها وبين المكون الاجتماعي في جبل نابلس، وكانت عائلة عبدالهادي، وكذلك عائلة جرار في مقدمة هذه الأسرة المحلية التي تكفلت بضبط الأمن وجباية الضرائب”. ويشير خماش الى المشكلة التي واجهته هذا البحث في مادته التاريخية على وجه الخصوص، وهي المعرفة بتحديد من هي الشخصية النابلسية، مبينا أن المفاهيم والمصطلحات التعريفية مثل “المواطنة”، أو “الانتماء”، لمدينة أو إقليم بعينه، لم تكن معروفة طيلة الفترات السابقة، لتبدأ أطرها العامة ومحدداتها القانونية تأخذ أبعادا واضحة بعد نشأة الدولة القومية الحديثة. أما في الفترات التاريخية الماضية، فإن الانتماء أو الإحساس بالمواطنة وتحديد الهوية لم يكن لها معنى سوى المعنى الديني من خلال الانتماء لأمة إسلامية مترامية الأطراف. ويرى المؤلف أنه بناء على هذا التقييم، فإن تحديد الهوية الفردية للشخص طلية الفترات الماضية كان يتسم بالتعقيد والتداخل، خصوصا وأن اسم العائلات لم يكن نمطا دارجا أو معتمدا على نطاق واسع، حيث لجأ الناس إلى التعريف بأنفسهم عبر طرق متعددة ومحددات متنوعة، وكان المذهب الديني “الحنبلي، الشافعي، الحنفي، المالكي”، من المحددات المهمة. ويتناول خماش هنا التعريف بالشخصيات من خلال المسمى الوظيفي أو المنهي الذي يرتبط عادة بالشخصية التي تمارس هذه المهنة، مثلا يقال “المقرئ، القاضي، المفتي..”، غير أن مكان الولادة أو الأصل السلالي الذي ترجع إليه الشخصية يبقى المحدد الأهم والأساسي في عملية التعريف وتحديد الهوية، مشيرا الى أنه بناء على هذا النمط في التعريف اعتمد على كتب التراث في تحديد من هو نابلسي أو من أنحاء نابلس، بالشخص الذي يولد في نابلس/ أو منطقتها، ليصبح التعريف على هذا النحو “النابلسي، الجنيني، الكرمي، العنبتاوي، القلقيلي..”، يضاف الى هذا المحدد عناصر إضافية كأن يضاف المذهب الديني أو الموقع الوظيفي أو كلاهما للموطن الأصلي، فيقال “النابلسي المفتي الحنبلي”، “العنبتاوي القاضي الشافعي”.. وهكذا. أما الأجيال اللاحقة التي ولدت بعيدا عن موطنها وترجع بأصولها الى منطقة نابلس، فإن نسبة المكان الجيد تضاف عادة الى النسبة للمكان الأصلي، فيقال “القاضي السكندري النابلسي”، أو “المفتي الدمشقي الجماعيني”، وهكذا. وعن الفترة التي نشأت فيها مدينة نابلس، يقول خماش: “نشأة مدينة نابلس تعود جذورها إلى أواسط الألفية الثالثة قبل الميلاد عندما أسسها الكنعانيون إلى الشمال من قرية بلاطة، وكان اسمها “شكيم”، أو ما يعرف بـ”تل بلاطة”، وما لبثت أن أخذت تجمعات بشرية أخرى بالاستقرار قريبا من عيون ومنابع مياه منطقة نابلس. فإضافة الى تجمع نبع بلاطة، أخذت تجمعات قديمة تؤسس لوجودها بالقرب من المنابع الآتية: نبع عسكر، ونبع يعقوب، ونبيع الدفنة، ونبع القريون، ونبع رأس العين، ونبع العسل، ونبع القوارين”. ويرى خماش أن هذه الينابيع الفياضة، التي لم ينضب عطاؤها عبر الأزمان، أخذت روافدها تشق طريقها إلى داخل المدينة وخارجها، وتمر بالقرب من منازل ساكنيها ومن مساجدها ومراكزها التعليمية، حيث تنساب بين الأزقة والأسواق، فأسبغت على أهلها سمة الاطمئنان وحب الحياة والمزاج الرائق المرح، والعقل المنفتح الذي يسعى للفهم وللإفهام، لتغدو مدينة نابلس ومنطقتها، وبموازاة حالة التدفق المائي بدلالاته الفيزيائية، منطقة تدفق للإبداعات الإنسانية حيث يشهد لها حيثما نزلت بالكفاءة والاقتدار. وهنا يتحدث خماش عن مبدعي ومبدعات نابلس، الذين بدأوا بحركة انسيابية لا تعرف انقطاعا، داخل المدينة وخارجها، وبرز موهوبون ونابهون وذوو قدرات متفوقة. فمنهم علماء في مجالات متعددة مثل “اللغة المدقق، وعالم الدين الواعظ والفقيه، والمؤرخ على اختلاف مدارسهم التقليدية والحداثية، والشاعر المبدع والروائي المجنح بخياله، السياسي الذي بلغت به التجارب مراتب الحكمة والتبصر، والاقتصادي صاحب الكفاءة، والموسيقي المرهف الذي يوشك على ملامسة خطوط العبقرية بفنه، والعسكري المحترف والأكاديمي صاحب التأثير الواسع وصاحب الخبرة العميقة في مجال من مجالات العلوم التطبيقية المشهود له بالقدرة والتمكن”. ويعتبر المؤلف أن تقييم الدور الوجودي للشخصيات المبدعة والمؤثرة في مجالها مسألة محل خلاف وتخضع للعديد من المعايير والمقاييس، ومهما بذل الباحث من جهد، ومهما حاول التقيد والالتزام بقواعد البحث العلمي وأصوله المرتبطة بهذا المجال، فإن أحكاما بالتقصير البحثي ستكون حاضرة وفقا للمحددات التي يعتمدها هذا الطرف أو ذاك، بعضها يصدر عن تقييمات بحثية أكاديمية بحتة، وأخرى عن تقييمات اجتماعية وشخصية. ولأن طبيعة ومدى تأثير الأدوار محل تفاوت وتباين بين الشخصيات باختلاف المراحل، تاريخية كانت أم معاصرة، وبعد مراجعات مستفيضة وقراءات متأنية في تاريخ منطقة نابلس المختلفة، وجد خماش، أن الإفادة العلمية تقتضي اعتماد المنهج البحثي العمودي/ الرأسي، وليس المنهج الأفقي. أما الشخصيات التي تناولها الكتاب، كما يشير خماش، فتبدأ بتقديم بالملامح العامة للشخصية، وهي استنتاجات عريضة تشكلت بعد الفراغ من كتابة المادة الخاصة بصاحب السيرة وقراءة ما أمكن من مواد توثيقية بشأنها، وبذلك تكون خصائص هذه الشخصية وعناصرها الأساسية قد توضحت معالمها الرئيسية، وهي التي يجري تكثيفها من خلال السيرة الخاصة بكل منهم من خلال العنوان التوضيحي للشخصية. أما بالنسبة للأحداث ومسار السير، فبين أنه اعتمد على التسلسل الزمني أو التطور التاريخي للأحداث باستثناء الإنجازات والإبداعات الفكرية، التي اعتمد رصدها والتعليق عليها في نهاية كل سيرة من سير الكتاب. ويزيد خماش “لقد استثنيت من هذه القاعدة الشعراء والروائيين باعتبار أن تسلسل إبداعاتهم الأدبي أكثر التصاقا بالسيرة الذاتية للأديب مقارنة بأي مبدع أو متفوق في أي من المجالات الأخرى، سواء كان “سياسية، اجتماعية، اقتصادية”. ومن أجل إغناء مادة السيرة، كانت هناك إفاضة مناسبة في التعليق على الأحداث التي كان لها إسهام في تشكل هذه الشخصية ووضوح معالمها، وتسليط الأضواء على مواطن بعينها، وعلى وجه الخصوص بعض التفاصيل التي لم تحظ باهتمام بحثي كاف، ووجدت فيها دلالات تستحق الإشارة والمعالجة”. ويذكر أن نبال تيسير خماش عمل في وزارة الإعلام ودائرة المطبوعات والنشر، ورئيس قسم الدراسات في صحيفة “العرب اليوم”، وله عدد من المؤلفات، منها “مصطلحات الخداع الأميركي بعد أحداث 11 أيلول”، و”تسعون عاما على تأليف أول وزارة أردنية”.

site.similarbooks

شاهد المزيد
يوم البسوس
يوم البسوس
  • تدمك:
  • المؤلف: خليل هنداوي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 22.00 AED
معالم الأدب العربي في العصر الحديث
معالم الأدب العربي في العصر الحديث
  • تدمك:
  • المؤلف: عمر فروخ
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 40.37 AED
التاريخ العربي والمؤرخون : دراسة في تطور علم التاريخ ومعرفة رجاله في الإسلام
التاريخ العربي والمؤرخون : دراسة في تطور علم التاريخ ومعرفة رجاله في الإسلام
  • تدمك:
  • المؤلف: شاكر مصطفى
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 117.44 AED
العرب : تاريخ موجز
العرب : تاريخ موجز
  • تدمك:
  • المؤلف: فيليب حتي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 22.02 AED
بيروت في التاريخ والحضارة والعمران
بيروت في التاريخ والحضارة والعمران
  • تدمك:
  • المؤلف: طه الولي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 146.80 AED
تاريخ الشعوب الإسلامية
تاريخ الشعوب الإسلامية
  • تدمك:
  • المؤلف: كارل بروكلمان
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 73.40 AED
جزر الأندلس المنسية : التاريخ الإسلامي لجزر البليار
جزر الأندلس المنسية : التاريخ الإسلامي لجزر البليار
  • تدمك:
  • المؤلف: عصام سيسالم
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 66.00 AED
عبر التاريخ
عبر التاريخ
  • تدمك:
  • المؤلف: ول دورانت
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 18.35 AED
كلمة في تعليل التاريخ
كلمة في تعليل التاريخ
  • تدمك:
  • المؤلف: عمر فروخ
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 9.18 AED
مختصر تاريخ العرب
مختصر تاريخ العرب
  • تدمك:
  • المؤلف: سيد أمير علي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الجغرافيا والتاريخ والتراجم
النسخة الورقية 25.69 AED
القائمة البريدية

اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني

قائمة الكتب

جميع الحقوق محفوظة © 2020