وصف الكتاب:
كتب ألبير كامو المقالات الخمس هذه – أوّل عمل ينشره - بين سنتي 1935 و1936، وهو في الثانية والعشرين من عمره. ويمكن القول بكل ثقة إنّ هذا الكتاب يحتوي على أفضل ما كتب على الإطلاق. وفي مقدّمته لطبعة سنة 1958، التي وافق عليها أخيرًا لأسباب سيشرحها، يستنتج كامو قائلا : "أردت فقط أن أؤكّد أنّي لو مشيت مطوّلا بعد هذا الكتاب، فأنا لم أتقدّم. غالبًا، ظانّا نفسي أتقدّم، كنت أتراجع". وهذا يؤكّد أنّ في هذه النّصوص القصيرة زرعت بذور موضوعاته المهمّة كاملةً، كلّ فلسفته حاضرة بين سطرين، بين فكرتين وذكرى تسكن الشّاب الذي يسكنه التّساؤل. ترسم المقالات الخمس تجربة شاب غنيّة جدًّا رغم صغر سنّه: وتأخذ بيد القارئ من حيّ بلكور في الجزائر العاصمة، حيث عاش في الفقر مع عائلته، إلى رحلةٍ قادته إلى جزر البليار، إلى ميورقة بالتّحديد، ثمّ في رحلة أخرى إلى "براغ" التي حمل أثناءها موتَه في روحه، ثمّ فيتشنزا الإيطالية. لحظات هي الحياة، هي العبثية، هي السّخرية والقدر، هي الإنسان في بساطته وتعقيده، هي الآخر، ونظرة المرء الذي لم يستوعب بعد وجوده، ولن! ___________________________________________